404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح الحديث النبوي الشريف/ لا تحقرن من المعروف شيئا باب بيان كثرة طرق الخير على مدونة فذكر

باب بيان كثرة طرق الخير

لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

شرح – الحديث – النبوي – الشريف – لا – تحقرن – من – المعروف – شيئا – باب – بيان – كثرة – طرق – الخير – على – مدونة - فذكر

شرح الحديث النبوي الشريف/ لا تحقرن من المعروف شيئا

أحاديث رياض الصالحين: باب بيان كثرة طرق الخير

 

١٢٣ - عن أَبِي ذرٍّ جُنْدَبِ بنِ جُنَادَةَ رضي اللَّه عنه قال: قال لي النبيُّ صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «لاَ تَحقِرنَّ مِن المعْرُوفِ شَيْئاً ولَوْ أنْ تلْقَى أخَاكَ بِوجهٍ طلِيقٍ» رواه مسلم.

 

الشرح:

أخرج الإمام مسلم رحمه الله، من حديث أبي ذر رضي الله عنه، أن رسول الله قال: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».

هذا الحديث تندرج تحته عدة فوائد: بيان عظم الإسلام إذ حث المسلم على أن يكتسب الأجور من الأعمال التي لا تكلفه عناءً ولا مشقة فإن هذا العمل من اللطافة، والطلاقة، والتبسم ونحو ذلك لا يكلف الإنسان جهداً ولا عناءً ولا تعباً وإنما هو يجري كما تجري العادات الأخرى.

 

إن على المسلم أن يحرص تمام الحرص على أن لا يحقرن من المعروف شيئا، ومن ثم فلا يحقر نفسه فإن الإنسان أحيانا يكون في مجلس ما، ولديه فائدة أو لديه معلومة يستفيد منها إخوانه فنجد أنه يحقر نفسه من أن يلقي هذه المعلومة مع أنها مثبتة وسمعها من العلماء أو قرأها من الكتب الموثوقة ومع ذلك يحقر نفسه وإذا حقر نفسه ولم يتكلم بها فإنه لا يحصل له من المعروف شيء.

 

أن الحديث وإن دل على طلاقة الوجه لا يعني أن الإنسان يكون مكثاراً للضحك فإن النبي عليه الصلاة والسلام، قال كما عند الترمذي: «إياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب» فليس معنى هذا أن يكون الإنسان غير وقورٍ في جلوسه وفي كلامه وفي مخالطته لدى الناس، وإنما أمر بأن يكون طليق الوجه.

 

أن النبي عليه الصلاة والسلام، كما قال جرير في الصحيحين: "ما رآني رسول الله منذ أسلمت إلا تبسم لي أو تبسم في وجهي" وهذا يدل على أنه عليه الصلاة والسلام، ميز جريراً بهذا إذ لو كان هذا الفعل منه عليه الصلاة والسلام، للكل لنقل الصحابة رضي الله عنهم هذا الأمر؛ لأنه يعد منقبة لهذا الصحابي -رضي الله عنه.

 

أن على المسلم أن يحسن الظن بإخوانه الآخرين؛ وذلك لأن الإنسان أحياناً قد يكون لديه من الهموم أو من الأشغال ما يجعله يلتقي بأخيه المسلم ولا يكون بهذه الصورة التي أمر بها الإسلام، فالإنسان يتلمس الأعذار لإخوانه الآخرين، فلربما كان فيه أمر قد شغل ذهنه أو عقله فلا يبني على هذا التصرف أحكاماً قد لا تليق به، وكما قال العلماء: "يحرم سوء الظن بالمسلم الذي ظاهره العدالة".

 

أن الإنسان لا يحكم على الآخرين بتقاسيم وجوههم فقط (لا) لأنه وللأسف فيه ظاهرة في المجتمع أنه من حين ما يرى الإنسان ذلك الشخص وحينما يراه يقول "هذا الشخص معقد" وسبحان الله، وهذا الشيء مجرب إذا خالطت هذا الرجل قلت ما أحسن أخلاقه وما أحسن افعاله، بينما أخرون قد تراه متبسماً ضاحكاً، لكن إذا خالطته وجدته من أسوء الناس خلقاً ولا يعني هذا أن الإنسان لا يكون طليق الوجه متبسماً مع إخوانه الآخرين كلا، وإنما المقصود من هذا أن الإنسان لا يجعل معيار الحكم على تقاسيم وجوه الآخرين.

 

وَصَلَ الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى