404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح الحديث النبوي الشريف / الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة

باب الوصيـة بالنسـاء
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - الحديث - النبوي - الشريف - الدنيا - متاع - وخير - متاعها - المرأة - الصالحة
شرح الحديث النبوي الشريف / الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة
أحاديث رياض الصالحين: باب الوصيـة بالنسـاء
٢٨٤ - وعن إِياس بنِ عبدِاللَّه بنِ أَبي ذُباب - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه : «لا تَضْربُوا إِمَاءَ اللَّهِ» فَجاءَ عُمَرُ - رضي الله عنه - إِلي رسولِ اللَّه فَقَالَ: ذَئِرْنَ النِّساءُ عَلَى أَزْواجهنَّ، فَرَخَّصَ في ضَرْبهِنَّ، فَأَطاف بِآلِ رسولِ اللَّه نِساءٌ كَثِيرٌ يَشْكونَ أَزْواجهُنَّ، فَقَالَ رَسُول اللَّه : «لَقَدْ أَطَافَ بآلِ بَيْت مُحمَّدٍ نِساءٌ كَثير يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُولئك بخيارِكُمْ» رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ [١].
قوله: (ذئرن) هو بذال معجمة مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم راء ساكنة ثم نون، أي: اجترأن، قوله: (أطاف) أي: أحاط.
٢٨٥ - وعن عبدِاللَّه بنِ عمرو بن العاص - رضي اللَّه عنهما -: أَنَّ رَسُول اللَّه قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتاعهَا المَرْأَةُ الصَّالحةُ» رواه مسلم [٢].
الـشـرح
ذكر رحمه الله تعالى فيما نقله فيما يتعلق بأمر النساء أن النبي قال: «لا تضربوا إماء الله» يريد بذلك النساء، فيقال: أمة الله كما يقال عبد الله، ويقال: إماء الله كما يقال عباد الله، ومن ذلك الحديث الصحيح: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» [٣].
نهاهم عن ضرب النساء، فكفوا عن ذلك؛ لأن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا من الطراز الأول والجيل الأول المفضل، الذين إذا دعوا إلى الله ورسوله قالوا: سمعنا وأطعنا، فكفوا عن ضرب النساء.
والنساء قاصرات عقل وناقصات دين.
فلما نهى النبي
عن ضربهن، اجترأن على أزواجهن، كما قال عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه -: يا رسول الله إن النساء ذئرن على أزواجهن، يعني اجترأن وتعالين على الرجال، فلما سمع النبي ما قال عمر؛ أجاز ضربهن، فأفرط الرجال في ذلك وجعلوا يضربونهن حتى وإن لم يكن ذلك من حقهم فطافت النساء بآل النبي ، أي ببيوته، وجعلن يتجمعن حول بيوت النبي يشكون أزواجهن.
فقال النبي
يخاطب الناس يخبرهم: بأن هؤلاء الذين يضربون أزواجهن ليسوا بخيارهم، أي ليسوا بخيار الرجال، وهذا كقوله: «خيركم خيركم لأهله» فدل هذا على أن الإنسان لا يفرط ولا يفرط في ضرب أهله؛ إن وجد سببًا يقتضي الضرب فلا بأس.
وقد بين الله - عز وجل - مراتب ذلك في كتابه فقال: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: ٣٤].
المرتبة الثالثة: الضرب، وإذا ضربوهن فليضربوهن ضربًا غير مبرح.

ثم ذكر المؤلف حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي
قال: «الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة» فقوله : «الدنيا متاع» يعني: شيء يتمتع به، كما يتمتع المسافر بزاده ثم ينتهي «وخير متاعها المرأة الصالحة» إذا وفق الإنسان لامرأة صالحة في دينها وعقلها فهذا خير متاع الدنيا؛ لأنها تحفظه في سره وماله وولده.
وإذا كانت صالحة في العقل أيضًا، فإنها تدبر له التدبير الحسن في بيته وفي تربية أولادها، إن نظر إليها سرته، وإن غاب عنها حفظته، وإن وكل إليها لم تخنه، فهذه المرأة هي خير متاع الدنيا.
ولهذا قال النبي
: «تنكح المرأة لأربع: لمالها، وحسبها، وجمالها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» [٤]، يعني: عليك بها، فإنها خير من يتزوجه الإنسان؛ فذات الدين وإن كانت غير جميلة الصورة، لكن يجملها خلقها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
الحمد لله رب العالمين
[١] رواه أبو داود، كتاب النكاح، باب في ضرب النساء رقم (٢١٤٦)، وابن ماجه، كتاب النكاح، باب ضرب النساء رقم (١٩٨٥).
[٢] رواه مسلم، كتاب الرضاع، باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، رقم (١٤٦٧).
[٣] رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء، ومسلم، كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد...، رقم (٤٤٢) [١٣٦].
[
٤] رواه البخاري، كتاب النكاح، باب الأكفاء في الدين، رقم (٥٠٩٠)، ومسلم، كتاب الرضاع، باب استحباب نكاح ذات الدين، رقم (١٤٤٦).  
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى