لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
شرح أحاديث رياض الصالحين باب فضل الحب في الله والحث عليه
شرح الحديث القدسى الشريف ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور) من رياض الصالحين
جميع احاديث
رياض الصالحين
موجودة هنا
وكلها فى
الصحيحين مع
الشرح لها
على مدونة
فذكر
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد
الحديث رقم 386 باب فضل الحب في الله والحث عليه
عن
مُعَاذٍ رضي اللَّه عنه قال : سمِعتُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
يقول : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : المُتَحَابُّونَ في جَلالي ، لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ
يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ » .
رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحب
في الله عين التوحيد و الحب مع الله عين الشرك :
أيها
الأخوة، الإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، ولابد للعقل من غذاء وهو العلم،
ولابد للقلب من غذاء وهو الحب، ولا بد للجسم من غذاء وهو الطعام والشراب، من نما
عقله ولم ينمُ قلبه فهو أعرج، هذا القلب يحتاج إلى أن يحب، تحب من؟ ما من مخلوق
إلا ويحب، لكن المؤمن عرف من يحب، أحب الذي لا يموت، بينما سائر البشر يحبون الذي
يموت، فإذا مات اختل توازنهم، على كلٍّ هناك حب في الله، و حب مع الله، الحب في
الله عين التوحيد، و الحب مع الله عين الشرك، قد تأتيك منفعة من إنسان ليس على
منهج الله تحبه لأنه سبب هذا النفع، لكن قد تحب إنساناً ليس بينك و بينه علاقة
أبداً إلا لأنه يحب الله ورسوله، فمحبة الله أصل، و محبة سيدنا رسول الله فرع من
محبة الله، محبة الصحابة الكرام، محبة التابعين، محبة بيت آل النبي، محبة العلماء
العاملين، محبة أولياء الله الصالحين، محبة المساجد، محبة القرآن، محبة أي شيء
ينتمي إلى الدين، هذا عين التوحيد، الحب الفرعي من أصل محبتك لله، لكن حينما تحب
جهة ليست على ما ينبغي أن تكون لكن مصلحة بينك و بينها هذا حب مع الله و هو عين
الشرك، الحديث القدسي اليوم عن المتحابين في الله، مثلاً قد تكون وكيل شركة عملاقة
فإذا جاء مندوبها تحتفي به حفاوة لا توصف، ليس هذا هو الحب الخالص، هذا من حبك
لذاتك، من حبك لمصلحتك، لو أن هذه الشركة العملاقة سحبت توكيلها و لمحت وكيلها في
الشام لا تنظر إليه، فكل الحب الذي بين أهل الدنيا حب مصلحة، هو قائم مادامت هذه
المصلحة فإذا انتهت المصلحة تلاشى الحب، إلا أن الحب في الله حب أصيل لا يتأثر، بل
إن المؤمن الصادق الحق يحب أولياء الله الصالحين و لو ناله منهم أذى، متقولين أو
مخطئين، و يبغض أعداء الله الكفار و لو ناله منهم نفع، هنا البطولة، لذلك الولاء و
البراء جزء أساسي من الإيمان، إن كنت مؤمناً حقاً توالي المؤمنين فهم قومك، و لو
كانوا ضعافاً و فقراء، و تتبرأ من الكفار و المشركين و لو كانوا أقوياء و أغنياء،
ضعاف النفوس يوالون الأقوياء، مع القوي، مع الغني، و لا يعبؤون بقيمهم، و يزدرون
من كان ضعيفاً أو فقيراً، لكن المؤمن الحق يحب في الله و يبغض في الله.
أحاديث
وردت في الحب في الله :
الأحاديث
التي وردت في الحب في الله:
)إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ
بِجَلَالِي...(
مسلم
عن أبي هريرة
الحمد لله رب العالمين
اللهُم إِرحَم
مَوتانا مِن
المُسلِمين وَإجمَعنا
بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
.
تقبل الله
منا ومنكم
صالح الأعمال
لاتحرمنا التعليق
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق