404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث/ كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها

كتاب الأدب: باب الحياء وفضله والحث على التخلق به

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح – حديث – كان – رسول – الله – أشد – حياء – من – العذراء – في - خدرها

شرح حديث/ كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها


أحاديث رياض الصالحين: باب الحياء وفضله والحث على التخلق به

 

٦٨٩ - وعن أَبِي سعيد اَلخدْرِي -رَضِي اَللَّه عَنْه- قال: كان رَسُول اَللَّه أشدَّ حَيَاء مِن العذْراء فِي خِدْرهَا، وَإذَا كَرِه شيْئًا عرفْنَاه فِي وَجهِه. متفق عليه.

 

قال العلماء: حقيقة الحياء: خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق. وروينا عن أبي القاسم الجنيد رحمه الله، قال: الحياء رؤية الآلاء، أي: النعم، ورؤية التقصير. فيتولد بينهما حالة تسمى حياء. والله أعلم.

 

الشرح:

ثم ذكر النووي رحمه الله، في "باب الحياء وفضله" فيما نقله عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن: "النبي كان أشد حياء من العذراء في خدرها العذراء"

هي المرأة التي لم تتزوج وهي أشد النساء حياء؛ لأنها لم تتزوج ولم تعاشر الرجال فتجدها حيية في خدرها. فرسول الله أشد حياء منها "ولكنه إذا رأى ما يكره عرف ذلك في وجهه" يتغير وجهه لكن يستحي عليه الصلاة والسلام، وهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حييا لا يتخبط ولا يفعل ما يخجل ولا يفعل ما ينتقد عليه، ولكن إذا سمع ما يكره أو رأى ما يكره فإنه يتأثر وليس من الرجولة أن لا تتأثر بشيء؛ لأن الذي لا يتأثر بشيء هو البليد الذي لا يحس، لكن تتأثر ويمنعك الحياء أن تفعل ما ينكر أو أن تقول ما ينكر، ثم إن الحياء لا يجوز أن يمنع الإنسان من السؤال عن دينه فيما يجب عليه؛ لأن ترك السؤال عن الدين فيما يجب ليس حياء ولكنه خور.

 

فالله سبحانه وتعالى، لا يستحي من الحق قالت عائشة -رضي الله عنها-: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. فكانت المرأة تأتي تسأل النبي عن الشيء الذي يستحي من ذكره الرجال فلابد أن يسأل الإنسان عن دينه ولا يستحي. ولهذا لما جاء ماعز بن مالك -رضي الله عنه- إلى النبي عليه الصلاة والسلام، جاء يقر بالزنى يقول: إنه زنى فأعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام، ثم جاء ثانية، وقال: إنه زنى فأعرض عنه ثم جاء ثالثة، وقال: إنه زنى فاعرض عنه النبي عليه الصلاة والسلام، يريد أن يتوب فيتوب الله عليه، فلما جاء الرابعة ناقشه النبي عليه الصلاة والسلام، قال: "أبك جنون" قال: لا يا رسول الله، قال: "أتدرى ما الزنى؟" قال: نعم الزنا أن يأتي الرجل من المرأة حراما، ما يأتي الرجل من زوجته حلالا، فقال له: "أنكتها" لا يكني بل صرح هنا مع أن هذا مما يستحي منه، لكن الحق لا يستحي منه قال له: "أنكتها" قال: نعم، قال: حتى غاب ذاك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟ قال: نعم، فهذا شيء يستحي منه، لكن في باب الحق لا تستحي.

 

جاءت أم سليم إلى رسول الله تسأله فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: "نعم إذا هي رأت الماء"، هذا السؤال ربما يخجل منه الرجل أن يسأله، ولا سيما في المجلس، لكن أم سليم لم يمنعها الحياء من أن تعرف دينها وتتفقه فيه، وعلى هذا فالحياء الذي يمنع من السؤال عما يجب السؤال عنه حياء مذموم ، ولا ينبغي أن نسميه حياء بل نقول: إن هذا خور وجبن وهو من الشيطان فاسأل عن دينك ولا تستح، أما الأشياء التي لا تتعلق بالأمور الواجبة فالحياء خير من عدم الحياء: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" ومما يجانب الحياء ما يفعله بعض الناس الآن في الأسواق من الكلام البذيء السيئ أو الأفعال السيئة أو ما أشبه ذلك؛ فلذلك يجب على الإنسان أن يكون حييا إلا في أمر يجب عليه معرفته فلا يستحي من الحق. وفق الله الجميع.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى