كتاب اللباس باب تحريم لباس الحرير
على الرجال وتحريم جلوسهم عليه واستنادهم إليه وجواز لبسه للنساء
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح
حديث/ نهانا النبي أن نشرب في آنية الذهب والفضة
شرح
حديث/ إنما يلبس الحرير من لا خلاق له
شرح
حديث/ من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
شرح
حديث/ إن هذين حرام على ذكور أمتي
أحاديث رياض الصالحين
باب
تحريم لباس الحرير على الرجال وتحريم جلوسهم عليه واستنادهم إليه وجواز لبسه
للنساء
الحديث رقم 808 -809 -810 -811 -812 -813
808-عن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
(لا تلبسوا الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة) متفق عليه
809
-عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنما
يلبس الحرير من لا خلاق له) متفق عليه
وفي
رواية للبخاري:)
من لا خلاق له في الآخرة (قوله:
من لا خلاق له أي: لا نصيب له.
810
-وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (من
لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة) متفق عليه
811
-وعن على رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله ﷺ أخذ حريرا فجعله في يمينه وذهبا
فجعله في شماله ثم قال: (إن هذين حرام على ذكور أمتي)
رواه أبو داود بإسناد حسن
812
-وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (حرم
لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم) رواه الترمذي وقال حديث
حسن صحيح
813
-وعن حذيفة رضي الله عنه قال: (نهانا النبي ﷺ أن
نشرب في آنية الذهب والفضة وأن نأكل فيها وعن لبس الحرير والديباج وأن نجلس عليه)
رواه البخاري
الشرح
(باب
تحريم الحرير على الرجال وافتراشه والاستناد إليه) هذه ثلاثة أمور: لباس الحرير
وافتراشه والاستناد إليه وقد جزم المؤلف بأن هذا حرام على الرجال وذلك للأحاديث
التي أوردها عمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب وأنس بن مالك وأبي موسى الأشعري
وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم وكلها تدل على تحريم لباس الذهب وعلى تحريم لباس
الحرير للرجال وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه من لبسه في الدنيا لم
يلبسه في الآخرة يعني إذا لبس الرجل حريرا في الدنيا فإنه لا يلبسه في الآخرة وهذا
وعيد يدل على أن لباس
الحرير للرجال من كبائر الذنوب لأن فيه الوعيد في الآخرة وكل ذنب فيه وعيد الآخرة
فهو كبيرة من كبائر الذنوب عند أهلالعلم،
ولا فرق بين أن يكون قميصا أو سراويل أو غترة أو طاقية أو غير ذلك مما يلبس كل هذا
حرام على الرجال إذا كان من الحرير
ولا يجوز للرجال أن يلبسوا شيئا من الحرير لا قليلا ولا كثيرا وفي حديث على النبي ﷺ أخذ ذهبا وحريرا بيديه وقال: (هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم) والحكمة في ذلك
أن المرأة محتاجة إلى التجمل لزوجها فأبيح لهذا الذهب والحرير وأما الرجل فليس في
حاجة إلى ذلك فهذا حرم عليه لبس الذهب والحرير وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله
عنه أنه: (إنما يلبسه من لا خلاق له في الآخرة)
يعني من لا نصيب له في الآخرة ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن الإنسان إذا لبس
الحرير في الدنيا فإنه لا يدخل الجنة والعياذ بالله لأن الرسول عليه الصلاة
والسلام قال لا خلاق له في الآخرة أي لا نصيب له وقال أيضا:
(من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة) وهذا يعني
أنه لا يدخل الجنة ولكن قال بعض العلماء: إنه يدخلها ولكن لا يتمتع بلباس الحرير
مع أن أهل الجنة لباسهم فيها حرير وإنما يلبس شيئا آخر وهذا ما لم يتب فإن تاب من
ذنوبه فإن التائب من الذنب يغفر الله له ذنبه كما قال تعالى:﴿ قُلْ يَا
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ
اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾] سورة الزمر:53[وهذا في الحرير الطبيعي الذي يخرج
من دود القز وأما الحرير الصناعي فليس حراما لكن لا ينبغي للرجل أن يلبسه لما فيه
من الميوعة والتنزل بحال الرجل الذي ينبغي أن يكون فيها خشنا يلبس ثياب الرجولة لا
ثياب النعومة لكن الفائدة من قولنا: إن الحرير الصناعي ليس حراما يعني لو لبس
طاقية من الحرير الصناعي أو سروالا لا يرى فهذا لا بأس به وأما القميص والغترة فلا
ينبغي وإن كان حلالا لا ينبغي أن يلبسه الرجل لما فيه من الميوعة والتدني ولأن
الجاهل إذا رآه يظنه حريرا طبيعيا فيظن أن ذلك سائغ للرجل وربما يقتدي به السلامة أسلم
للإنسان وكذلك الذهب فإنه محرم على الرجال حلال للنساء لأنهن يحتجن إلى التجمل
لأزواجهن وأما الدبلة من الذهب فهي حرام على الرجل لا شك وأما المرأة فإن قارن ذلك
عقيدة كاعتقادها أنها تحببها إلى زوجها فهي حرام وإن كان دون عقيدة فهي خاتم من
الخواتم.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق