404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث/ الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع

كتاب السلام: باب الاستئذان وآدابه

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح - حديث - الاستئذان - ثلاث - فإن - أذن - لك - وإلا - فارجع

شرح حديث/ الاستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع


أحاديث رياض الصالحين: باب الاستئذان وآدابه

 

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: ٢٧].

وقال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور: ٥٩].

 

٨٧٥ - وعن أَبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله : «الاستِئْذان ثَلاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإلَّا فَارْجِع» متفق عليه.

 

٨٧٦ - وعن سهلِ بنِ سعدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله : «إنَّمَا جُعِلَ الاستئذانُ منْ أَجْلِ البَصَر» متفقٌ عَلَيْهِ.

 

٨٧٧ - وعن رِبْعِيِّ بن حِرَاشٍ قَالَ: حدَّثنا رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامرٍ أنَّهُ استأذَنَ عَلَى النَّبيِّ وهو في بيتٍ فَقَالَ: أَأَلِجُ؟ فَقَالَ رسولُ الله لخادِمِهِ: «اُخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الاستئذان، فَقُلْ لَهُ: قُل: السَّلامُ عَلَيكُم، أَأَدْخُلُ؟» فَسَمِعهُ الرَّجُلُ فَقَالَ: السَّلام عَلَيكم، أَأَدْخُلُ؟ فَأذن لَهُ النَّبيُّ فَدَخَلَ. رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ.

 

٨٧٨ - وعن كِلْدَةَ بن الحَنْبل -رضي الله عنه- قَالَ: أتَيْتُ النَّبيَّ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْه وَلَمْ أُسَلِّم، فَقَالَ النَّبيُّ : «ارْجِعْ فَقُل: السَّلامُ عَلَيكُم، أَأَدْخُلُ؟» رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

 

الشرح:

قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه (رياض الصالحين) باب: الاستئذان وآدابه.

والاستئذان يعني: طلب الإذن أن تطلب من صاحب البيت أن يأذن لك في الدخول فإن أذن لك فادخل وإن لم يأذن لك فلا تدخل حتى لو قال لك بصراحة: ارجع فارجع، كما قال الله تعالى: {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ} [النور: ٢٨]، وأنت يا صاحب البيت لا تستح أن تقول: ارجع، وأنت أيها المستأذن لا تغضب عليه إذا قال: لك أرجع.

 

لأن الإنسان قد يكون في حاجة، وقد يكون غير مستعد لاستقبال الناس فلا يمكن أن تلجئه وتحرجه، وإذا رجعت بعد أن قال لك: ارجع فإن الله يقول ذلك: {فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ} أي: أزكى لقلوبكم وأطهر، وذكر المؤلف -رحمه الله- آيتين من كتاب الله.

 

الآية الأولى وقد سبق الكلام عليها وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا}، وقلنا إن معنى الاستئناس يعني: أن تستأذنوا أو أن تعلموا علم اليقين أن صاحبكم مستعد لدخولكم ومن ذلك إذا واعدك الإنسان قال لك مثلا: ائتني بعد صلاة الظهر فإذا وجدت الباب مفتوحا فهو أذن فأنت إذا أتيت لا حاجة لأن تستأذن لأن صاحب البيت قال لك ائتني في الموعد المحدد فإذا وجدت الباب مفتوحا فهذا إذن فالإذن لا فرق بين أن يكون سابقا أو لاحقا مادام قد علمت أن الرجل لم يفتح بابه إلا من أجل أن تدخل وبينك وبينه موعد فادخل ولكن لا بأس بل الأولى بلا شك أن تسلم عند الدخول لو لم يكن في ذلك إلا أن تحصل أجر السلام وثوابه والدعاء من أخيك حيث يقول لك: وعليك السلام.

 

أما الآية الثانية فهي قوله تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، إذا بلغوا الحلم يعني: بلغوا بالإنزال، لكن كني عنه بالحلم لأن الغالب أن الإنسان لا يخرج منه المني أول ما يخرج إلا بالاحتلام وإن كان بعض الناس يبلغ دون احتلام، لكن الغالب أنه يحتلم فإذا بلغ الطفل الحلم فإنه لا يدخل البيت إلا باستئذان أما قبل ذلك فأمره هين، لكن هناك ثلاث عورات لا بدَّ من الاستئذان فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} [النور: ٥٨].

 

الأولى: من قبل صلاة الفجر.

والثانية: حين تضعون ثيابكم من الظهيرة.

والثالثة: ومن بعد صلاة العشاء.

هذه الأوقات لا بدَّ منها أن نستأذن، حتى الصغار لا بدَّ وأن يستأذنوا لأن الإنسان في هذه الأوقات الثلاثة قد يكون متهيئا للنوم وعليه ثياب لا يحب أن يطلع عليه أحد فلذلك لا بدَّ من الاستئذان في هذه الساعات الثلاث.

 

وأما بالنسبة للنظر: نظر الطفل للمرأة فليس مقيدا بالبلوغ بل هو مقيد بما إذا عرف من الطفل أنه ينظر إلى المرأة نظر شهوة فإذا علم ولو لم يكن له إلا عشر سنوات فإنه يجب عليها أن تحتجب عنه لأن الله قال: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} [النور: ٣١] يعني: أزواجهن إلى أن قال: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} [النور: ٣١] قال العلماء الذين لم يظهروا على عورات النساء يعني: ليس لهم غرض في النساء ولا يسري على بالهم المرأة، بعض الأطفال من حين ما يتم له عشر سنوات وهو ينظر إلى النساء نظر شهوة.

 

وهذا يختلف كما قلت قد يكون هذا الطفل يجلس مع قوم أكثر حديثهم في النساء فهذا تتربى فيه الشهوة الجنسية من البداية وقد يكون عند قوم ليس همهم إلا الدرس وحفظ القرآن وما أشبه ذلك ولا يسري على بالهم هذا الشيء فلا تنمو فيه هذه الغريزة على كل حال فإذا عرفنا أن الطفل يطلع على عورة المرأة ويتكلم في النساء وأشبهت نظراته نظرة الإنسان المشتهي فإنه يجب على المرأة أن تحتجب عنه ولو لم يكن له إلا عشر سنين مع أن العلماء -رحمهم الله- يقولون: يمكن لمن تم له عشر سنين أن يأتي له أولاد يعني: وعنده إحدى عشرة سنة فلا تستغرب إذا جاء له ولد إذا تزوج وجامع زوجه فلا تستغرب، ويذكر أن عمرو بن العاص ليس بينه وبين ابنه عبد الله إلا إحدى عشرة سنة.

 

وقال الشافعي -رحمه الله- رأيت جدة لها إحدى وعشرون سنة عندنا الآن تبلغ الواحد والعشرين وما تزوجت حتى الآن لأن المرأة يمكن أن تبلغ تحيض ولها تسع سنوات فإذا قدرنا أنها تزوجت ولها تسع سنوات يعني: في العاشرة وحملت في أول سنة وأتت ببنت ثم إن البنت لما تم لها تسع سنوات تزوجت في العاشرة كم هكذا عشرين سنة يأتيها ولد في الحادي والعشرين فتكون جدته أم البنت، والشافعي -رحمه الله- صدوق يقول: رأيت جدة لها إحدى وعشرون سنة، والحاصل أنه إذا بلغ الطفل الحلم فلا يدخل البيت إلا باستئذان وإذا اطلع على عورات النساء وصار يتكلم فيهن وينظر إليهن بشهوة فإنه يجب أن تستتر عنه المرأة ولم لو يتم له إلا عشر سنوات. والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى