404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث / اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل

كتاب الدعوات: باب فضل الدعاء

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح - حديث – اللهم – إني – أعوذ – بك – من – العجز - والكسل

شرح حديث / اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل


أحاديث رياض الصالحين: باب فضل الدعاء

 

١٤٨٢ - وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- قَالَ: كَانَ رسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعجْزِ والكَسَلِ وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ، وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيا وَالمَمَاتِ».

وفي رِوايةٍ: «وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

 

١٤٨٣ - وَعن أَبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللَّه عَنْه- أَنَّه قَالَ لِرَسولِ اللَّه : عَلِّمني دُعَاءً أَدعُو بِهِ في صَلاتي، قَالَ: «قُلْ: اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كثِيراً، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِن عِنْدِكَ، وَارحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفور الرَّحِيم» متَّفَقٌ عليهِ.
وفي رِوايةٍ: «وَفي بيْتي» وَرُوِي: «ظُلْماً كَثِيراً» وروِيَ: «كَبِيراً» بِالثاءِ المثلثة وبِالباءِ الموحدة، فَيَنْبغِي أَن يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَيُقَالُ: كَثيراً كَبيراً.

 

الشرح:

هذه من الأحاديث الذي ذكرها المؤلف -رحمه الله- في باب الأمر بالدعاء وفضله:

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن» الحزن لما مضى، والهم لما يستقبل والإنسان إذا كان حزينا فيما مضى مهتما لما يستقبل فإنه يتنكد عيشه، لكن إذا كان لا يهتم إلا بحاضره ويستعد لمستقبله على الوجه الذي أمر به كان ذلك من طمأنينته فكان الرسول يستعيذ بالله من الهم والحزن، الهم للمستقبل والحزن للماضي كثير من الناس تجده يهتم اهتماما عظيما للمستقبل اهتماما لا داعي له فتتنكد عليه حياته ويتعب وإذا وصل إلى حد الفعل وجده سهلا وكثير من الناس أيضا لا ينسى ما مضى فيتجدد له الحزن فيتعب.

 

«وأعوذ بك من العجز، والهرم، والكسل» العجز والهرم والكسل، فالعجز عدم القدرة والهرم الشيخوخة، والكسل عدم الإرادة وذلك أن الإنسان إذا لم يفعل فإما لعجزه عن الفعل لمرض أو غيره أو كبر وإما لعدم عزيمته وإرادته، فكان الرسول يستعيذ بالله من العجز والهرم والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل الجبن هو الشح بالنفس والا يكون الإنسان شجاعا فلا يقدم في محل الإقدام، وأما البخل فهو الشح بالمال لا يبذل المال بل يمسكه حتى في الأمور الواجبة لا يقوم بها، وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال ومن غلبة الدين وقهر الرجال كلاهما صحيح فالدين هم -والعياذ بالله- هم بالنهار وسهر بالليل، والإنسان المدين يقلق ويتعب، ولكن بشرى للإنسان أنه إذا أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه وإذا أخذها يريد إتلافها أتلفه الله، فإذا أخذت أموال الناس بقرض أو ثمن مبيع أو أجرة بيت أو غير ذلك وأنت تريد الأداء أدى الله عنك، إما في الدنيا يعينك حتى تسدد وإما في الآخرة. صح ذلك عن النبي أما المتلاعب بأموال الناس والذي يأخذها ولا يريد أداءها ولكن يريد إتلافها فإن الله يتلفه -والعياذ بالله.

 

وأما حديث أبي بكر -رضي الله عنه- فإنه سأل النبي دعاء يدعو به في الصلاة، وأنت الآن أفهم من السائل ومن المسئول، السائل أبو بكر والمسئول النبي أحب الناس إلى الرسول أبو بكر، والرسول أحب الناس إلى أبو بكر لا شك فالسؤال من حبيب إلى حبيبه فلابد أن يكون الجواب من أفضل الأجوبة وقوله في صلاته يحتمل في السجود أو بعد التشهد الأخير، قال: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» هذا دعاء جامع نافع اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وهذا اعتراف من العبد بالظلم وهو من وسائل الدعاء، يعني: أن ذكر الإنسان حاله إلى ربه -عز وجل- تتضمن الدعاء فهو وسيلة كما قال موسى -عليه السلام-: رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير، فتوسل إلى الله بحاله، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، هذا ثناء على الله -عز وجل- واعتراف بالعجز وأنه لا يغفر الذنوب إلا الله.

 

كما قال تعالى: {وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ١٣٥]، لو اجتمع الناس كلهم على أن يغفروا لك ذنبا واحدا ما استطاعوا، وإنما الذي يغفر لك هو الله -عز وجل- وقوله: اغفر لي مغفرة من عندك، أضافها إلى الله لأنها تكون أبلغ وأعظم فإن عظم العطاء من عظم المعطي، وارحمني في المستقبل وفقني إلى كل خير إنك أنت الغفور الرحيم هذا توسل إلى الله -عز وجل- باسمين مناسبين للدعاء لأنه قال: اغفر لي وارحمني، فالمناسب إنك أنت الغفور الرحيم فينبغي للإنسان أن يقول هذا الدعاء في صلاته إما في سجوده أو بعد التشهد الأخير، والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى