كتاب الدعوات: باب
كرامات الأولياء وفضلهم
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح حديث / اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا
أحاديث رياض
الصالحين: باب كرامات الأولياء وفضلهم
١٥١٧ – وعنْ أَبي هُرَيْرةَ -رضي
الله عنه- قَال: بَعثَ رَسُولُ اللِّهِ ﷺ عَشَرَةَ رهْطٍ عَيْنًا
سَريَّةً، وأمَّرَ عليهِم عَاصِمَ بنَ ثابِتٍ الأنصاريَّ -رضي الله عنه-
فَانطَلَقُوا حتَّى إِذَا كانُوا بالهَدْاةِ، بيْنَ عُسْفانَ ومكَّةَ، ذُكِرُوا
لَحِيِّ منْ هُذَيْلٍ يُقالُ لهُمْ: بنُوا لِحيَانَ، فَنَفَرُوا لهمْ بقَريب منْ
مِائِةِ رجُلٍ رَامٍ فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا أحَسَّ بهِمْ عاصِمٌ
وأصحابُهُ، لجَأوا إِلَى مَوْضِعٍ، فَأحاطَ بهمُ القَوْمُ، فَقَالُوا: أنْزلوا،
فَأَعْطُوا بأيْدِيكُمْ ولكُم العَهْدُ والمِيثاق أنْ لا نَقْتُل مِنْكُم أحَدًا،
فَقَالَ عَاصِمُ بنُ ثَابِتٍ: أَيُّهَا القومُ، أَمَّا أَنَا فَلاَ أَنْزِلُ عَلَى
ذِمةِ كَافرٍ. اللهمَّ أخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ ﷺ فَرمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ
فَقَتَلُوا عَاصِمًا، ونَزَل إلَيْهِمْ ثَلاثَةُ نَفَرٍ عَلَى العهدِ والمِيثاقِ،
مِنْهُمْ خُبيْبٌ، وزَيْدُ بنُ الدَّثِنِة ورَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا
مِنْهُمْ أطْلَقُوا أوْتَار قِسِيِّهمْ، فرَبطُوهُمْ بِها، قَال الرَّجلُ
الثَّالِثُ: هَذَا أوَّلُ الغَدْرِ واللَّهِ لا أصحبُكمْ إنَّ لِي بهؤلاءِ
أُسْوةً، يُريدُ القَتْلى، فَجرُّوهُ وعَالَجُوهُ، فَأبي أنْ يَصْحبَهُمْ،
فَقَتَلُوهُ، وانْطَلَقُوا بخُبَيْبٍ، وَزيْدِ بنِ الدَّثِنَةِ، حَتَّى بَاعُوهُما
بمكَّةَ بَعْد وَقْعةِ بدرٍ، فَابتَاعَ بَنُو الحارِثِ ابنِ عامِرِ بنِ نوْفَلِ
بنِ عَبْدِ مَنَافٍ خُبَيْبًا، وكانَ خُبَيبُ هُوَ قَتَل الحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ،
فلَبِثَ خُبيْبٌ عِنْدهُم أسِيرًا حَتى أجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ، فَاسْتَعارَ
مِنْ بعْضِ بنَاتِ الحارِثِ مُوسَى يَسْتحِدُّ بهَا فَأَعَارَتْهُ، فَدَرَجَ
بُنَيُّ لهَا وَهِي غَافِلهٌ حَتى أَتَاهُ، فَوَجَدْتُه مُجْلِسَهُ عَلي فَخذِهِ
وَالمُوسَى بِيده، فَفَزِعتْ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ، فَقَال: أتَخْشيْنَ أن
أقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لأفْعل ذلكَ، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا رأيْتُ أسِيرًا خَيْرًا
مِنْ خُبيبٍ، فواللَّهِ لَقَدْ وَجدْتُهُ يوْمًا يأَكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنبٍ في
يدِهِ، وإنَّهُ لمُوثَقٌ بِالحديدِ وَما بمَكَّةَ مِنْ ثمَرَةٍ، وَكَانَتْ تقُولُ:
إنَّهُ لَرزقٌ رَزقَهُ اللَّه خُبَيبًا، فَلَمَّا خَرجُوا بِهِ مِنَ الحَرمِ
لِيقْتُلُوهُ في الحِلِّ، قَال لهُم خُبيبُ: دعُوني أُصلي ركعتَيْنِ، فتَرَكُوهُ،
فَركعَ رَكْعَتَيْنِ، فقالَ: واللَّهِ لَوْلا أنْ تَحسَبُوا أنَّ مابي جزَعٌ
لَزِدْتُ: اللَّهُمَّ أحْصِهمْ عَدَدًا، واقْتُلهمْ بَدَدًا، وَلاَ تُبْقِ مِنْهُم
أَحَدًا. وقال:
فلَسْتُ
أُبالي حينَ أُقْتلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أيِّ جنْبٍ كَانَ للَّهِ مصْرعِي
وذلِكَ
في ذَاتِ الإلَهِ وإنْ يشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أوْصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
وكانَ
خُبيْبٌ هُو سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صبْرًا الصَّلاةَ، وأخْبَر يعني النبيّ
ﷺ
أصْحَابهُ يوْمَ أُصِيبُوا خبرهُمْ، وبعَثَ نَاسٌ مِنْ قُريْشٍ إِلَى عاصِم بنِ
ثابتٍ حينَ حُدِّثُوا أنَّهُ قُتِل أنْ يُؤْتَوا بشَيءٍ مِنْهُ يُعْرفُ. وكَانَ
قتَل رَجُلًا مِنْ عُظَمائِهِمْ، فبَعثَ اللَّه لِعَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ
الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يقْدِرُوا أنْ يَقْطَعُوا مِنهُ
شَيْئًا. رواه البخاري.
قوله:
الهداة: موضع، والظلة: السحاب، والدبر: النحل.
وقوله:
اقتلهم بددا بكسر الباء وفتحها، فمن كسر، قال: هو جمع بدة بكسر الباء وهو النصيب،
ومعناه اقتلهم حصصا منقسمة لكل واحد منهم نصيب، ومن فتح، فقال: معناه: متفرقين في
القتل واحدا بعد واحد من التبديد.
وفي
الباب أحاديثٌ كَثِيرَةٌ صحِيحَةُ سَبَقَتْ في مواضِعها مِنْ هَذَا الكِتَابِ
مِنها حديثُ الغُلام الَّذِي كانَ يأتِي الرَّاهِبَ والسَّاحِرَ، ومِنْهَا حَديثُ
جُرَيجٍ، وحديثُ أصحَابِ الغَارِ الذين أَطْبقَتْ علَيْهمُ الصَّخْرةُ، وحديثُ
الرَّجُلِ الَّذِي سَمِعَ صَوتًا في السَّحاب يقولُ: اسْقِ حدِيقة فلانٍ، وغيرُ
ذَلِكَ والدَّلائِلُ في البابِ كثيرةٌ مَشْهُورةٌ، وبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.
١٥١٨
- وعَن أبْنِ عُمر رضي اللَّه عنْهُما قال: مَا سمِعْتُ عُمرَ -رضي الله عنه-
يَقُولُ لِشَيءٍ قطُّ: إنِّي لأظُنَّهُ كَذا إلاَّ كَانَ كَمَا يَظُنُّ، رواهُ
البُخَاري.
الشرح:
ساق
المؤلف -رحمه الله- في باب كرامات الأولياء وفضلهم عدة أحاديث.
ومنها
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في قصة عاصم بن ثابت الأنصاري وصحبه، أرسلهم النبي ﷺ وهو عشرة عينا سرية،
عينا يعني: مثل الجواسيس للعدو، سرية يعني: أخفاهم -عليه الصلاة والسلام- فلما
وصلوا قرب مكة شعر بهم جماعة من هذيل، فخرجوا إليهم في نحو مائة رجل رام، يعني:
يجيدون الرمي، فاتبعوا آثارهم حتى أحاطوا بهم، ثم طلبوا منهم أي: هؤلاء الهذليون
طلبوا منهم أن ينزلوا بأمان وأعطوهم عهدا أن لا يقتلوهم، فأما عاصم فقال: والله لا
أنزل على ذمة كافر أي: على عهده؛ لأن الكافر قد خان الله -عز وجل- ومن خان الله
خان عباد الله.
ولهذا لما كتب أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- إلى عمر بن الخطاب
-رضي الله عنه- كتب إليه أن عنده رجلا نصرانيا جيدا في المحاسبة، وطلب من عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه- أن يأذن له أن يوظف هذا النصراني على بيت المال؛ لأنه رجل
جيد في الحساب، فكتب إليه عمر: (إنني لا آمن من خان الله ورسوله)؛ لأن كل كافر فهو
خائن ولا توله على بيت المال، فكتب إليه مرة ثانية أبو موسى قال: هذا الرجل قلما
يوجد مثله في الحساب والجودة، فكتب إليه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: بسم الله
الرحمن الرحيم من أمير المؤمنين عبد الله عمر بن الخطاب: مات النصراني، والسلام
كلمة واحدة جملة واحدة، مات النصراني، يعني: قدره أنه مات، هل إذا مات تتعطل
المحاسبة عندنا في بيت المال، فقطع طمع أبي موسى -رضي الله عنه.
المهم أن عاصم بن ثابت -رضي الله عنه- أبى أن ينزل على عهد الكفار؛
لأنهم لا يؤمنون، كل كافر فهو غير أمين، ثم إنهم رموهم بالنبل، أي: هؤلاء الهذليون
رموا هؤلاء الصحابة العشرة، فقتلوا عاصما وقتلوا ستة آخرين، وبقي ثلاثة، بقي هؤلاء
الثلاثة وقالوا: ننزل وننظر هل يوفون أم لا؟ فأخذهم الهذليون ثم حلوا قسيهم
وربطوهم بها أي: ربطوا أيديهم، فقال الثالث: هذا أول الغدر، لا يمكن أن أصحبكم،
فحاولوا معه قال: أبدا فقتلوه، ثم ذهبوا بخبيب وصاحبه إلى مكة فباعوهما، فاشترى
خبيبا -رضي الله عنه- أناس من أهل مكة وقد كان قتل زعيما لهم في بدر، ورأوا أن هذه
فرصة أن يقتلوه ثم أبقوه عندهم أسيرا مغلولة يداه، وفي يوم من الأيام كان في البيت
وكان أسيرا مغلولة يده، فدرج صبي من أهل البيت إلى خبيب -رضي الله عنه- فكأنه رق
له ورحمه كعادة الإنسان يرحم الصغار ويرق لهم، ولهذا إذا رأيت من نفسك أنك ترق للصغار
وترحمهم فهذه من علامة رحمة الله لك، لأن الراحمين يرحمهم الله عز وجل، ولهذا قال
الأقرع بن الحابس لما رأى النبي ﷺ يقبل -أظنه الحسن والحسين- قال: إن لي عشرة من الولد ما قبلتهم،
قال: «أو أملك أن نزع الله الرحمة من
قلبك، إنما يرحم الله من عباده الرحماء».
خبيب أخذ الصبي ووضعه على فخذه وكان قد استعار من أهل البيت موسى
يعني: موس يستحد به أي: يحلق به عانته، لما ذهب الصبي يلعب وأمه غافلة عنه، لما
تفطنت له إذا هو على فخد خبيب، وخبيب معه الموس فظنت أن هذه فرصة لخبيب، ماذا
يصنع، يذبح الولد، الموس معه والولد صبي وهو منفرد به، لكنه -رضي الله عنه- أمين،
صحابي جليل، لما أحس أنها ارتاعت أي: فزعت الأم، قال: والله ما كنت لأذبحه، قالت:
والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، رأيته ذات يوم وفي يده قطف عنب يأكله، ومكة ما
فيها ثمر، فعلمت أن ذلك من عند الله -عز وجل- الله سبحانه وتعالى، هيأ له هذا
العنب وهو أسير لا يملك لنفسه شيئا لا يستطيع أن يخرج إلى السوق يشتري أو يطعم،
تحت رحمة هؤلاء، ولكن الله -جل وعلا- يسر له هذا القطف من العنب، يأكل عنبا وهو في
مكة فعلمت أنه من عند الله.
وهذا كقصة مريم -رضي الله عنها-: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ
عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: ٣٧] فهذه من كرامة الله
تعالى، لخبيب -رضي الله عنه- أكرمه الله سبحانه وتعالى، تنزل عليه مائدة من العنب
يأكلها وهو أسير في مكة، وبقي أسيرا ثم أجمع هؤلاء القوم -الذين قتل والدهم على يد
خبيب- أجمعوا على أن يقتلوه، لكنهم لاحترامهم للحرم قالوا: نقتله خارج الحرم، لأن
الإنسان إذا قتل أحدا خارج الحرم ودخل إلى الحرم فإنه لا يجوز أن يقتل في الحرم
قال الله تعالى: {وَمَن دَخَلَهُ
كَأنَ آمِنًا} [آل عمران: ٩٧] فهذه سنة
كانت في الجاهلية وأقرها الإسلام، على أن الإنسان إذا فعل ما يوجب القتل (يستحق
عليه القتل) خارج الحرم ثم لجأ إلى الحرم فإن الحرم يعيذه ولا يجوز أن يقتل فيه،
وماذا يصنع به؟ يعني لو قال قائل: لو سلمنا بهذه القاعدة، كان كل إنسان مجرم يذهب
إلى الحرم ويلوذ به، قلنا: نحن لا نقتله في الحرم لكن نضيق عليه حتى يخرج، كيف
نضيق عليه؟ قال العلماء: لا يؤكل معه ولا يشارب ولا يبايع ولا يشترى منه ولا يكلم،
نضيق عليه حتى تضيق عليه الأرض بما رحبت، حينئذ ماذا يفعل؟ يخرج، وإذا خرج أقمنا
عليه ما يجب عليه.
المهم أنهم خرجوا بخبيب خارج الحرم إلى الحل ليقتلوه، فطلب منهم، أن
يصلي ركعتين؛ لأن أشرف الأعمال البدنية الصلاة، ولأنها صلة بين العبد وبين ربه -عز
وجل- فأذنوا له أن يصلي ركعتين، انتهى منها وقال: لولا أني أخاف أن تقولوا: إنه فر
من القتل أو كلمة نحوها، لزدت، ولكنه -رضي الله عنه- صلى ركعتين فقط ثم قال: لولا
أني أخاف أن تظنوا أن بي جزعا لزدت؛ لأنه -رضي الله عنه- كان حريصا على الصلاة
ويحب أن يكثر منها عند موته ثم دعا عليهم -رضي الله عنه- بهذه الدعوات الثلاث،
اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا.
فأجاب الله دعوته، وما دار الحول على واحد منهم، كلهم قتلوا وهذا من
كرامته.
ثم انشد هذا الشعر:
ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله فإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع
فصار من الكرامة لهذا الرجل أن الله -سبحانه وتعالى- كان يرزقه
الفاكهة التي لا توجد في مكة، وأنه كان يأكلها بيده، ويده موثقة بالحديد، وأنه أول
من سن الصلاة عند القتل، فإنه فعل ذلك وأقره الله ورسوله، وأنه دعا على هؤلاء
القوم، فأجاب الله دعوته.
أما عاصم بن ثابت الذي قتل -رضي الله عنه- فإنه شعر به قوم من قريش،
وكان قد قتل رجلا من عظمائهم فأرسلوا إليه جماعة يأتون بشيء من أعضائه يعرف به حتى
يطمئنوا أنه قتل، فلما جاء هؤلاء القوم ليأخذوا شيئا من أعضائه، أرسل الله -سبحانه
وتعالى- عليه شيئا مثل الظلة من الدبر (أي: من النحل) نحل عظيم، يحميه به الله
تعالى، من هؤلاء القوم، فعجزوا أن يقربوه ورجعوا خائبين.
وهذا أيضا من كرامة الله سبحانه وتعالى، لعاصم -رضي الله عنه- أن
الله سبحانه وتعالى، حمى جسده بعد موته من هؤلاء الأعداء الذين يريدون أن يمثلوا
به.
والكرامات كثيرة ذكر المؤلف منها ما ذكر في هذا الباب وذكر أيضا
أشياء متفرقة في هذا الكتاب.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: من أصول أهل السنة والجماعة التصديق
بكرامات الأولياء وما يجري الله سبحانه وتعالى، على أيديهم من أنواع العلوم
والمكاشفات، والقدرة والتقديرات، وقال: الكرامات موجودة قبل هذه الأمة، وفي صدر
هذه الأمة إلى يوم القيامة.
وذكر شيئا كثيرا منها في كتابه الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء
الرحمن. والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق