إرشاد السّاري شرح صحيح البخاري
إرشاد السّاري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
الجَنَائِزِ: بَابٌ: مَتَى يَقْعُدُ إِذَا قَامَ لِلْجَنَازَةِ؟
١٣٠٨- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا رَأَى
أَحَدُكُمْ جِنَازَةً، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَاشِيًا مَعَهَا، فَلْيَقُمْ حَتَّى
يَخْلُفَهَا أَوْ تُخَلِّفَهُ أَوْ تُوضَعَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُخَلِّفَهُ».
الشرح:
هذا (باب) بالتنوين (متى يقعد إذا قام للجنازة) سقطت الترجمة والباب عند
أبي ذر عن المستملي، كما أشار إليه في اليونينية، وقال في الفتح: سقطا للمستملي وثبتت
الترجمة دون الباب لرفيقيه.
وبالسند قال: (حدّثنا قتيبة بن سعيد) قال: (حدّثنا الليث) بن سعد (عن نافع)
مولى ابن عمر (عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه، عن
النبي ﷺ قال):
«إذا رأى أحدكم جنازة» ولابن عساكر: "الجنازة"، بالتعريف «فإن لم يكن ماشيًا معها فليقم حتى يخلفها أو تخلفه» شك من الراوي، أو من البخاري، أو من قتيبة حين حدثه به، أي: حتى يخلف الرجل الجنازة، أو تخلف الجنازة الرجل «أو توضع» الجنازة على الأرض من أعناق الرجال «من قبل أن تخلفه» فيه بيان للمراد من رواية سالم الماضية، وأو للتقسيم لا للشك.
١٣٠٩- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كُنَّا فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِيَدِ
مَرْوَانَ فَجَلَسَا قَبْلَ أَنْ تُوضَعَ، فَجَاءَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، فَأَخَذَ بِيَدِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: قُمْ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ
هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَانَا عَنْ
ذَلِكَ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ صَدَقَ.
[الحديث
١٣٠٩ - طرفه في: ٣٣٨٥].
الشرح:
وبه قال: (حدّثنا أحمد بن يونس) التميمى اليربوعي الكوفي، ونسبه لجدّه
لشهرته به، واسم أبيه: عبد الله، قال: (حدّثنا ابن أبي ذئب) محمد بن عبد الرحمن
(عن سعيد المقبري) بضم الموحدة (عن أبيه) كيسان (قال):
(كنا في جنازة، فأخذ أبو هريرة رضي الله عنه، بيد مروان) بن الحكم بن أبي
العاصي الأموي (فجلسا قبل أن توضع) الجنازة في الأرض (فجاء أبو سعيد) بن مالك
الخدري (رضي الله عنه، فأخذ بيد مروان، فقال) أي: أبو سعيد لمروان: (قم فوالله لقد
علم هذا) أي: أبو هريرة (أن النبي ﷺ، نهانا عن ذلك) أي: الجلوس قبل وضع الجنازة (فقال أبو هريرة) رضي الله
عنه: (صدق) أي: أبو سعيد.
الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا
بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال