404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث/ عرضت علي أعمال أمتي

باب بيان كثرة طرق الخير

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح – حديث – عرضت – علي – أعمال - أمتي

شرح حديث/ عرضت علي أعمال أمتي


أحاديث رياض الصالحين: باب بيان كثرة طرق الخير

 

١٢١ - وعن أَبِي ذرٍّ جُنْدَبِ بنِ جُنَادَةَ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبيُّ : «عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمالُ أُمَّتي حسَنُهَا وسيِّئُهَا فوجَدْتُ في مَحاسِنِ أعْمالِهَا الأذَى يُماطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوجَدْتُ في مَسَاوِئ أعْمالِها النُّخَاعَةُ تَكُونُ فِي المَسْجِدِ لَا تُدْفَنُ» رواه مسلم.

 

الشرح:

قال المؤلف -رحمه الله- فيما نقله عن أبي ذر -رحمه الله- أن النبي قال: «عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها» عرضت علي، يعني: بلغت عنها، وبينت لي، والذي بينها له هو الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى، هو الذي يحلل ويحرم ويوجب، فعرض الله -عز وجل- على نبينا محمد المحاسن والمساوئ من أعمال الأمة، فوجد من محاسنها: الأذى يماط عن الطريق، ويماط يعني: يزال، والأذى ما يؤذي المارة؛ من شوك، وأعواد، وأحجار، وزجاج، وأرواث، وغير ذلك. كل ما يؤذي فإماطته من محاسن الأعمال.

 

وقد بين النبي -عليه الصلاة والسلام- أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فهو من محاسن الأعمال، وفيه ثواب الصدقة، وبين النبي : إن الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان، فإذا وجدت في الطريق أذى فأماطته؛ فإن ذلك من محاسن أعمالك، وهو صدقة لك، وهو من خصال الإيمان وشعب الإيمان. وإذا كان هذا من المحاسن ومن الصدقات، فإن وضع الأذى في طريق المسلمين من مساوئ الأعمال، فهؤلاء الناس الذين يلقون القشور في الأسواق، في ممرات الناس؛ لا شك أنهم إذا آذوا المسلمين فإنهم مأزورون، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٥٨] قال العلماء: لو زلق به حيوان أو إنسان فانكسر، فعلى من وضعه ضمانه، يضمنه بالدية أو بما دون الدية إذ كان لا يحتمل الدية، المهم أن هذا من أذية المسلمين.

 

ومن ذلك أيضًا ما يفعله بعض الناس من إراقة المياه في الأسواق فتؤذي الناس، وربما السيارات من عندها، فتفسد على الإنسان ثيابه، وربما يكون فيها فساد لا شك للإسفلت؛ لأن الإسفلت كلما أتى عليه الماء وتكرر؛ فإنه يذوب ويفسد.

 

فالمهم أننا -مع الأسف الشديد ونحن أمة مسلمة- لا تبالي بهذه الأمور، وكأنها لا شيء، يلقى الإنسان الأذى في الأسواق، ولا يهتم بذلك، يكسر الزجاجات في الأسواق، ولا يهتم بذلك، الأعواد يلقيها؛ لا يهتم بذلك، حجر يضعه لا يهتم بذلك، إذن يستحب لنا كلما رأينا ما يؤذي أن نزيله عن الطريق؛ لأن ذلك صدقة، ومن محاسن الأعمال.

 

ثم قال: «ووجدت في مساوئ أعمالها النخاعة تكون في المسجد لا تدفن» النخاعة يعني: النخامة، وسميت بذلك؛ لأنها تخرج من النخاع، النخامة تكون في المسجد لا تدفن؛ لأن المسجد في عهد الرسول  مفروش بالحصباء، بالحصى الصغار، فالنخامة تدفن في التراب، أما عندنا الآن فليس هناك تراب، ولكن إذا وجدت فإنها تحك بالمنديل حتى تذهب، واعلم أن النخامة في المسجد حرام، فمن تنخع في المسجد فقد أثم، لقول النبي : «البصاق في المسجد خطيئة» فأثبت النبي  أنها خطيئة وكفارتها دفنها، يعني: إذا فعلها الإنسان وأراد أن يتوب فليدفنها، لكن في عهدنا: فليحكها بمنديل أو نحوه حتى تزول.

 

وإذا كانت هذه النخاعة، فما بالك بما هو أعظم منها، مثل ما كان فيما مضى، حيث يدخل الإنسان المسجد بحذائه ولم يقلبها ويفتش فيها، ويكون فيها الروث الذي ينزل إلى المسجد، فيتلوث به فأنت اعتبر بالنخامة، ما هو مثلها في أذية المسجد، أو أعظم منها.

 

ومن ذلك أيضًا أن بعض الناس تكون معه المناديل الخفيفة، ثم يتنخع فيها ويرمي بها في أرض المسجد، هذا أذى، ولا شك أن النفوس تتقزز إذا رأت مثل ذلك، فكيف إذا كان ذلك في بيت من بيوت الله، فإذا تنخعت في منديل، فضعه في جيبك، حتى تخرج فترمي به فيما أعد لذلك، على ألا تؤذي به أحدًا. والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى