404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث / سلوا اللّه العافية

 كتاب الدعوات: باب فضل الدعاء

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح – حديث - سلوا – اللّه - العافية

شرح حديث / سلوا اللّه العافية


أحاديث رياض الصالحين: باب فضل الدعاء

 

١٤٩٥ - وعَنْ عِمْرانَ بنِ الحُصينِ -رَضي اللَّه عنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ علَّم أَباهُ حُصيْناً كَلِمتَيْنِ يدعُو بهما: «اللَّهُمَّ أَلهِمْني رُشْدِي، وأَعِذني مِن شَرِّ نَفْسي». رواهُ الترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ، ضعفه الألباني.

 

١٤٩٦ - وَعَن أَبي الفَضلِ العبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ -رضِي اللَّه عنْهُ- قال: قُلْتُ يا رسول اللَّهِ: عَلِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّه تَعَالى، قَالَ: «سَلُوا اللَّه العافِيةَ» فَمكَثْتُ أَيَّاماً، ثُمَّ جِئتُ فَقُلْتُ: يَا رسولَ اللَّه: علِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّه تَعَالَى، قَالَ لي: «يَا عبَّاسُ يَا عمَّ رَسولِ اللَّهِ، سَلُوا اللَّه العافيةَ في الدُّنْيا والآخِرةِ».
رَواهُ الترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ.

 

١٤٩٧ - وعنْ شَهْرِ بْنِ حوشَبٍ قَالَ: قُلْتُ لأُمِّ سَلَمَة -رَضِي اللَّه عَنْهَا- يَا أُمَّ المؤمِنِين مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رسُول اللَّهِ إِذا كانَ عِنْدكِ؟ قَالَتْ: كانَ أَكْثَرُ دُعائِهِ: «يَا مُقلبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قلْبي علَى دِينِكَ» رَواهُ الترمذيُّ، وقال حَديثٌ حسنٌ.

 

١٤٩٨ - وعن أَبي الدَّرداءِ -رَضيَ اللَّه عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ : «كانَ مِن دُعاءِ دَاوُدَ صَلّ اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعمَل الَّذِي يُبَلِّغُني حُبَّكَ اللَّهُمَّ اجْعل حُبَّكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِن نَفسي، وأَهْلي، ومِن الماءِ البارِدِ» روَاهُ الترمذيُّ وَقَالَ: حديثٌ حسنٌ، ضعفه الألباني.

 

١٤٩٩ - وعن أَنَسٍ -رضِيَ اللَّه عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ : «أَلِظُّوا بِياذا الجَلالِ وَالإِكرامِ».
رواه الترمذي وروَاهُ النَّسَائيُّ مِن رِوايةِ ربيعةَ بنِ عامِرٍ الصَّحابيِّ. قَالَ الحاكم: حديثٌ صحيحُ الإِسْنَادِ.
«
أَلِظُّوا» بكسر الَّلام وتشديد الظاءِ المعجمةِ معْنَاه: الْزَمُوا هذِهِ الدَّعْوَةِ وأَكْثِرُوا مِنها.

 

١٥٠٠ - وعن أَبي أُمامةَ -رضيَ اللَّه عنْهُ- قَالَ: دَعا رسُولُ اللَّهِ بِدُعَاءٍ كَثيرٍ، لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئاً، قُلْنا يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعَوْتَ بِدُعاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظ منْهُ شَيْئاً، فقَالَ: «أَلا أَدُلُّكُم عَلَى مَا يَجْمَعُ ذَلكَ كُلَّهُ؟ تَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِن خَيرِ مَا سأَلَكَ مِنْهُ نبيُّكَ مُحَمَّدٌ ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعاذَ مِنْهُ نَبيُّكَ مُحمَّدٌ ، وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ، وعليْكَ البلاغُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» رواهُ الترمذيُّ وقَالَ: حديثٌ حَسَنٌ.

 

١٥٠١ - وَعَن ابْنِ مسْعُودٍ -رضِيَ اللَّه عنْهُ- قَالَ: كَانَ مِن دُعَاء رَسُولِ اللَّه : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِباتِ رحْمتِكَ، وَعزَائمَ مغفِرتِكَ، والسَّلامَةَ مِن كُلِّ إِثمٍ، والغَنِيمَةَ مِن كُلِّ بِرٍ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ». رواهُ الحاكِم أَبُو عبد اللَّهِ، وقال: حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلِمٍ، ضعفه الألباني.

 

الشرح:

هذه الأحاديث في بيان فضل الدعاء ما كان الرسول يدعو بها ويأمر بها فمنها:

حديث الحصين: أن النبي كان يقول: اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي، وفي رواية: وقني شر نفسي، ألهمني رشدي يعني: اجعلني موفقا إلى الرشد، والرشد ضد الغي والغي هو المعاصي والشر والفساد والإنسان إذا وفق إلى الرشد فإنه موفق هو غاية المؤمنين الذين قال الله عنهم: {وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} [الحجرات: ٧]، فهذا هو الرشد.

 

ومن ذلك أيضا: أن النبي سأله العباس عن شيء يدعو الله به فقال قال: اللهم إني أسألك العافية، ثم جاءه بعد أيام فسأله أي، سال النبي فقال قل: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، والعافية هي السلامة من كل شر وإذا وفقك الله لها وعافاك من كل شر، من شر الأبدان، والقلوب، والأهواء وغيرها فأنت في خير.

 

ومن ذلك أيضا: أن النبي كان يكثر هذا الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك، وسبق لنا أنه كان يدعو بدعاء آخر مقارب لهذا الدعاء وهو: اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك، فإذا جمعت بينهما وقلت: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك، كان هذا خيرا.

 

ومن ذلك أيضا: هذا الدعاء الذي أثر عن داود : اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني إلى حبك هذا أيضا من الأدعية المهمة، إذا أحبك الله وأحببت من أحبه الله كنت من أوليائه، وكذلك إذا أحببت العمل الذي يحبه الله -عز وجل- فهذا أيضا من الدعاء الذي ينبغي للإنسان أن يلزمه دائما فإن حب الله -عز وجل- هو الغاية، كما قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:٣١].

 

ومن ذلك أيضا: اللهم إني أسألك العزيمة على الرشد، والسلامة من الإثم، والغنيمة من كل بر، وأسألك الفوز بالجنة، والنجاة من النار. إلى غير ذلك من الأحاديث التي ذكرها المؤلف وقد سبق لنا أننا قلنا لكم لو تكتبونها من الكتاب وتقرؤونها لأن حفظها في هذا الوقت قد يكون صعبا على الإنسان لكن إذا أخذها وصار يحفظها شيئا فشيئا هان عليه، والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى