باب الخوف
شرح العلامة الشيخ محمد
بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح حديث / لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره
فيمَ أفناه
أحاديث
رياض الصالحين: باب الخوف
٤٠٧ -
وعن المِقْدَاد - رضيَ اللَّه عنه - قال:
سَمِعْتُ رسولَ ﷺ
يَقُولُ: «تُدْني الشَّمْسُ يَومَ القِيَامَةِ مِنَ
الخَلْقِ حتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيل» قَالَ سُلَيمُ بْنُ عَامرٍ
الرَّاوي عنْ المِقْدَاد: فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي ما يَعْني بِالميلِ،
أَمَسَافَةَ الأَرضِ أَمِ المِيل الَّذي تُكْتَحَلُ بِهِ العيْنُ «فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمالِهمْ في العَرَقِ،
فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلي كعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلي
رُكْبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ منْ يَكون إِلي حِقْوَيْهِ ومِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ
العَرَقُ إِلجامًا» وَأَشَارَ رسول اللَّه ﷺ بِيدِهِ إِلي فِيه.
رواه مسلم [١].
٤٠٨ - وعن أبي هريرة - رضيَ اللَّه عنه - أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قال: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ حَتَّى يذْهَب عَرَقُهُمْ في الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِراعًا، ويُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ» متفقٌ عليه [٢].
٤٠٨ - وعن أبي هريرة - رضيَ اللَّه عنه - أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قال: «يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ حَتَّى يذْهَب عَرَقُهُمْ في الأَرْضِ سَبْعِينَ ذِراعًا، ويُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ» متفقٌ عليه [٢].
ومعنى
«يَذْهَبُ في الأَرْضِ»: ينزِل ويغوص.
٤٠٩ - وعن أبي هريرة - رضيَ اللَّه عنه - قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ إِذ سَمِعَ وَجْبَةً فقال: «هَلْ تَدْرُونَ ما هذا؟» قُلْنَا: اللَّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: «هذا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَريفًا فَهُوَ يهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلي قَعْرِهَا، فَسَمِعْتُمْ وجْبَتَهَا» رواه مسلم [٣].
٤١٠ - وعن عَدِيِّ بنِ حاتمٍ - رضي اللَّه عنه - قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بيْنَهُ وبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمنَ مِنْهُ، فَلا يَرَى إِلاَّ ما قَدَّمَ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينْظُرُ بيْنَ يَدَيهِ، فَلا يَرَى إِلاَّ النَّارِ تِلْقَاءَ وَجهِهِ، فاتَّقُوا النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» متفقٌ عليه [٤].
٤١١ - وعن أبي ذَرٍّ - رضي اللَّهُ عنه - قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «إِنِّي أَرى مالا تَرَوْنَ، أَطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا موْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ واضِعٌ جبهتهُ ساجِدًا للَّهِ تَعَالى، واللَّه لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لضَحِكْتمْ قَلِيلًا، وَلَبكَيْتُمْ كَثِيرًا، وما تَلَذَّذتُم بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرجْتُمْ إِلي الصُّعُداتِ تَجْأَرُون إِلي اللَّه تَعَالَى» رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسن [٥].
وَ «أَطَّتْ» بفتح الهمزة وتشديد الطاءِ، «وَتَئِطُّ» بفتح التاءِ وبعدها همزة مكسورة، والأَطِيطُ: صَوْتُ الرَّحلِ وَالْقَتَبِ وشِبْهِهِمَا، ومعْناهُ: أَنَّ كَثْرَةَ مَنْ في السَّماءِ مِنَ المَلائِكَةِ الْعابِدينَ قَدْ أَثْقَلَتْهَا حَتَّى أَطَّتْ.
٤٠٩ - وعن أبي هريرة - رضيَ اللَّه عنه - قال: كنا مع رسول اللَّه ﷺ إِذ سَمِعَ وَجْبَةً فقال: «هَلْ تَدْرُونَ ما هذا؟» قُلْنَا: اللَّه وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: «هذا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ في النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَريفًا فَهُوَ يهْوِي في النَّارِ الآنَ حَتَّى انْتَهَى إِلي قَعْرِهَا، فَسَمِعْتُمْ وجْبَتَهَا» رواه مسلم [٣].
٤١٠ - وعن عَدِيِّ بنِ حاتمٍ - رضي اللَّه عنه - قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بيْنَهُ وبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمنَ مِنْهُ، فَلا يَرَى إِلاَّ ما قَدَّمَ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينْظُرُ بيْنَ يَدَيهِ، فَلا يَرَى إِلاَّ النَّارِ تِلْقَاءَ وَجهِهِ، فاتَّقُوا النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» متفقٌ عليه [٤].
٤١١ - وعن أبي ذَرٍّ - رضي اللَّهُ عنه - قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «إِنِّي أَرى مالا تَرَوْنَ، أَطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا موْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَمَلَكٌ واضِعٌ جبهتهُ ساجِدًا للَّهِ تَعَالى، واللَّه لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لضَحِكْتمْ قَلِيلًا، وَلَبكَيْتُمْ كَثِيرًا، وما تَلَذَّذتُم بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرجْتُمْ إِلي الصُّعُداتِ تَجْأَرُون إِلي اللَّه تَعَالَى» رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسن [٥].
وَ «أَطَّتْ» بفتح الهمزة وتشديد الطاءِ، «وَتَئِطُّ» بفتح التاءِ وبعدها همزة مكسورة، والأَطِيطُ: صَوْتُ الرَّحلِ وَالْقَتَبِ وشِبْهِهِمَا، ومعْناهُ: أَنَّ كَثْرَةَ مَنْ في السَّماءِ مِنَ المَلائِكَةِ الْعابِدينَ قَدْ أَثْقَلَتْهَا حَتَّى أَطَّتْ.
وَ
«الصُّعُدَاتِ» بضم الصاد والعين:
الطُّرُقَاتُ، ومعنى «تَجأَرُونَ»:
تَسْتَغِيثُونَ.
٤١٢ - وعن أبي بَرْزَة - بِراءٍ ثم زايٍ - نَضْلَةَ بنِ عُبَيْدٍ الأَسْلَمِيِّ - رضي اللَّه عنه - قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «لا تَزُولُ قَدمَا عبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيم فَعَلَ فِيهِ، وعَنْ مالِهِ منْ أَيْنَ اكْتَسبهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح [٦].
٤١٢ - وعن أبي بَرْزَة - بِراءٍ ثم زايٍ - نَضْلَةَ بنِ عُبَيْدٍ الأَسْلَمِيِّ - رضي اللَّه عنه - قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «لا تَزُولُ قَدمَا عبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيم فَعَلَ فِيهِ، وعَنْ مالِهِ منْ أَيْنَ اكْتَسبهُ، وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح [٦].
الـشـرح
هذه
الأحاديث التي ذكرها المؤلف - رحمه الله تعالى - كلها تدل على عظم يوم القيامة،
وأن على المؤمن أن يخاف من هذا اليوم العظيم.
ذكر أحاديث فيها دنو الشمس من الخلائق بقدر ميل، قال سليم بن عامر الراوي عن المقداد: لا أدري أيريد بذلك: مسافة الأرض، أم ميل المكحلة، وكلاهما قريب، وإذا كانت الشمس في أوجها في الدنيا وبعدها عنا بهذه الحرارة، فكيف إذا كانت بهذا القرب؟!
ولكن هذه الشمس ينجو منها من شاء الله، فإن الله تعالى يظل أقوامًا بظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم من سبق ذكره وهم: السبعة الذين بظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه.
وكذلك من أنظر معسرًا، أو وضع عنه، المهم أن هناك أناسًا ينجون من هذه الشمس، فيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وذكر أحاديث العرق، وأن الناس يعرقون، حتى يبلغ العرق من الأرض سبعين ذراعًا، وحتى يلجم بعضهم إلجامًا، وبعضهم يصل إلى كعبيه، وبعضهم إلى ركبتيه، وبعضهم إلى حقويه، يختلف الناس حسب أعمالهم في هذا العرق.
ذكر أحاديث فيها دنو الشمس من الخلائق بقدر ميل، قال سليم بن عامر الراوي عن المقداد: لا أدري أيريد بذلك: مسافة الأرض، أم ميل المكحلة، وكلاهما قريب، وإذا كانت الشمس في أوجها في الدنيا وبعدها عنا بهذه الحرارة، فكيف إذا كانت بهذا القرب؟!
ولكن هذه الشمس ينجو منها من شاء الله، فإن الله تعالى يظل أقوامًا بظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم من سبق ذكره وهم: السبعة الذين بظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه.
وكذلك من أنظر معسرًا، أو وضع عنه، المهم أن هناك أناسًا ينجون من هذه الشمس، فيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وذكر أحاديث العرق، وأن الناس يعرقون، حتى يبلغ العرق من الأرض سبعين ذراعًا، وحتى يلجم بعضهم إلجامًا، وبعضهم يصل إلى كعبيه، وبعضهم إلى ركبتيه، وبعضهم إلى حقويه، يختلف الناس حسب أعمالهم في هذا العرق.
وذكر
أيضًا أحاديث أخرى، فيها التحذير من نار جهنم، نسأل الله لنا والمسلمين السلامة
منها.
والحاصل
أن الإنسان إذا قرأ هذه الأحاديث وغيرها مما لم يذكره المؤلف، فإن المؤمن يخاف
ويحذر، وليس بين الإنسان وبين هذا إلا أن ينتهي أجله في الدنيا، ثم ينتقل إلى دار
الجزاء؛ لأنه ينتهي العمل. أحسن الله لنا وللمسلمين الخاتمة.
الحمد لله رب العالمين
[١] رواه مسلم، كتاب الجنة، باب في صفة يوم القيامة. . .، رقم
(٢٨٦٤).
[٢]
رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب قوله تعالى: {أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ
مَبْعُوثُونَ}، رقم (٦٥٣٢)، ومسلم، كتاب الجنة، باب في صفة يوم القيامة، رقم
(٢٨٦٣).
[٣] رواه مسلم، كتاب الجنة، باب في شدة حر نار جهنم. . .، رقم (٢٨٤٤).
[٣] رواه مسلم، كتاب الجنة، باب في شدة حر نار جهنم. . .، رقم (٢٨٤٤).
[٤] رواه البخاري،
كتاب التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء، رقم (٧٥١٢)، ومسلم،
كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، رقم (١٠١٦).
[٥] رواه الترمذي، باب في قول النبي ﷺ لو تعلمون ما أعلم. . . رقم (٢٣١٢).
[٥] رواه الترمذي، باب في قول النبي ﷺ لو تعلمون ما أعلم. . . رقم (٢٣١٢).
[٦]
رواه الترمذي، كتاب صفة القيام، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص، رقم (٢٤١٧).
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق