404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث/ إن الله كتب الحسنات والسيئات – الأربعين النووية

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح - حديث – إن – الله – كتب – الحسنات - والسيئات – الأربعين - النووية

شرح حديث/ إن الله كتب الحسنات والسيئات – الأربعين النووية


الحديث السابع والثلاثون: الترغيب في فعل الحسنات.

عَن ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنِ النبي  فِيْمَا يَرْوِيْهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً» رَوَاهُ البُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ في صَحِيْحَيْهِمَا بِهَذِهِ الحُرُوْفِ.

 

الشرح:

اَلحدِيث السَّابع والثَّلاثون: عن اِبْن عَبَّاس رَضِي اَللَّه عَنهُما، عن اَلنبِي فِيمَا يَروِي عن رَبِّه -تَبارَك وَتَعالَى- قال: «إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ» كُلُّ شَيْء مَكتُوب عِنْده جُلٌّ وَعلَا مِن حَسَنات العبَاد وسيِّئاتهم، «فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا»؛ بِأنَّ غفل أو عَرَضَ لَه عَارَض؛ «كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ» فأنْتَ إِذَا هَممْتَ أنَّ تَذكُّر اَللَّه، هَممْتَ أن تَتَصدَّق، هَممْتَ أن تَعُود مريضًا، ثُمَّ شُغِلْتَ؛ كتب اَللَّه لَك حَسنَة بِهَذه النِّيَّة، وأن شُغِلْتَ عن ذَلِك، هَممْتَ أن تَأمُر بِمعْروف، أو تَنهَى عن مُنكَر، هَممْتَ بِأنَّ تَعيَّن إِنْسانًا على خَيْر، ثُمَّ شُغِلْتَ عن ذَلِك، فَاَللَّه يَكتُب لَك بِهَذا اَلهَم حَسنَة، تَكتُب فِي مِيزَان حسناتك، فَإِن فَعلَت ذَلِك الشَّيْء كتب اَللَّه لَك عَشْر حَسَنات إِلى سبْعمائة ضَعْف إِلى أَضعَاف كَثِيرَة، على حسب إِخْلاصك وَصدقِك، كمَا قال عزَّ وجلَّ: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: ١٦٠]، وقال تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: ٢٤٥]، قد تَكُون أضْعافًا إِلى أُلُوف، كُلمَا قَوِي الإيمان وَعظَم الإخْلاص فِي العمل والاجْتهاد فِيه، صار الأجْر أَكثَر.

 

والْعَكْس فِي السَّيِّئة، فَمِن همٍّ بِسيِّئة فلم يعْملْهَا لَم تَكتُب عليْه؛ فضْلا مِن اَللَّه سُبْحانه وَتَعالَى، فَإِن تَركهَا مِن أَجْل اَللَّه، كتبهَا اَللَّه لَه حَسنَة، فَإِن همَّ بِهَا وَفعلِها، كتبهَا اَللَّه لَه سَيئَة وَاحِدة، لَا تُضَاعِف؛ رَحمَة مِن اَللَّه وفضْلا، لَكِنهَا تَختَلِف، هَذِه سَيئَة عَظِيمَة، وَهذِه أَعظَم مِنهَا، وَهذِه أَعظَم مِنهَا، وهكذَا.

 

ثُمَّ إِنَّ السَّيِّئة فِي الحرميْنِ أشدَّ وَأشَد، وَفِي مَكَّة أشدَّ وَأشَد، قال تَعالَى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٢٥]، وَفِي رَمَضان كَذلِك أَشُد، وَفِي تِسْع ذِي اَلحُجة أشدَّ.

 

ثُمَّ السَّيِّئات مُتَنوعَة، فالهَمُّ بِالْقَتْل غَيْر الهَمُّ بِالضَّرْب، والهَمُّ بِالزِّنَا غَيْر الهَمُّ بِاللَّمْس، وهكذَا تَختَلِف السَّيِّئات، فينْبَغي لِلْمؤَمَّن أن يُحَاسِب نَفسَه، ويحذِّر شرُّ جَوارِحه، وشرَّ قَلبِه؛ حَتَّى لا يَنوِي إِلَّا خيْرًا، وَحتَّى لا يَعمَل إِلَّا خيْرًا، وَحتَّى يَبتَعِد عن أَسبَاب اَلشَّر أَينَما كان؛ لَعلَّه يَنجُو.

 

وَمِن أَسبَاب النَّجَاة اَلبُعد عن صُحبَة الأشْرار، والْبعْد عن مَواضِع الخطر؛ الأسْواق اَلتِي فِيهَا اَلشَّر، يَبتَعِد عَنهَا، الأشْرار يَبتَعِد عن صُحْبتِهم، كُلُّ هَذِه مِن أَسبَاب النَّجَاة. رِزْق اَللَّه اَلجمِيع التَّوْفيق والْهداية.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى