404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة

إرشاد السّاري شرح صحيح البخاري

باب – رفع – البصر – إلى – السماء – في - الصلاة

 باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة


إرشاد السّاري لشرح صحيح البخاري: كِتَابُ أَبْوَابُ صِفَةِ الصَّلاَةِ بَابُ رَفْعِ البَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاَةِ.

٧٥٠- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ»، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ، حَتَّى قَالَ: «لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ».

 

الشرح:

(باب) كراهية (رفع البصر إلى) جهة (السماء في الصلاة)؛ لأن فيه نوع إعراض عن القبلة، وخروج عن هيئة الصلاة.

 

وبالسند قال: (حدثنا علي بن عبد الله) المديني (قال: أخبرنا) وللأربعة: "حدثنا" (يحيى بن سعيد) القطان (قال: حدثنا ابن أبي عروبة) بفتح العين المهملة وتخفيف الراء المضمومة وفتح الموحدة، سعيد بن مهران (قال: حدثنا قتادة) بن دعامة (أن أنس بن مالك حدثهم) بميم الجمع، ولأبي ذر: "حدثه" (قال: قال رسول الله ) أي: بعدما صلى بأصحابه، وأقبل عليهم بوجهه الكريم كما عند ابن ماجة.

 

«ما بال أقوام» أبهم خوف كسر قلب من يعنيه؛ لأن النصيحة في الملأ فضيحة. وبال: بضم اللام، أي: ما حالهم وشأنهم «يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم»، زاد مسلم، من حديث أبي هريرة: عند الدعاء، فإن حمل المطلق على هذا المقيد اقتضى اختصاص الكراهية بالدعاء الواقع في الصلاة. قاله في الفتح وتعقبه العيني فقال: ليس الأمر كذلك، بل المطلق يجري على المقيد، والمقيد على تقييده، والحكم عام في الكراهة، سواء كان رفع بصره في الصلاة عند الدعاء، أو بدون الدعاء، لما رواه الواحدي في باب النزول من حديث أبي هريرة: أن فلانا كان إذا صلى رفع رأسه إلى السماء، فنزلت: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ٢ ورفع البصر مطلقا ينافي الخشوع الذي أصله السكون، (فاشتد قوله) عليه الصلاة والسلام (في ذلك) أي: في رفع البصر، إلى السماء في الصلاة، (حتى قال):

 

والله، «لينتهُنَّ» بفتح أوله وضم الهاء، لتدل على واو الضمير المحذوفة؛ لأن أصله لينتهوننّ، وللمستملي والحموي: "لينتهين" بضم أوله وفتح المثناة الفوقية والهاء والمثناة التحتية آخره نون توكيد ثقيلة فيهما، مبنيا للفاعل في الأولى، وللمفعول في الثاني «عن ذلك» أي: عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة «أو» قال عليه الصلاة والسلام «لتخطفن» بضم المثناة الفوقية، وسكون الخاء المعجمة وفتح الطاء والفاء، مبنيا للمفعول أي: لتعمين «أبصارهم».

 

وكلمة "أو"، للتخيير تهديدا، وهو خبر بمعنى الأمر، أي: ليكونن منكم الانتهاء عن رفع البصر أو تخطف الأبصار عند الرفع من الله، وهو كقوله تعالى: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح: ١٦]، أي: يكون أحد الأمرين.

وفيه النهي الوكيد والوعيد الشديد، وحملوه على الكراهة دون الحرمة للإجماع على عدمها، وأما رفع البصر إلى السماء في غير الصلاة في دعاء ونحوه، فجوزه أكثرون؛ لأن السماء قبلة الداعين، كالكعبة قبلة المصلين، وكرهه آخرون.

 

ورواة هذا الحديث كلهم بصريون، وفيه التحديث بالجمع والإفراد والقول، وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة في الصلاة.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى