404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث/ المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب

كتاب اللباس: باب استحباب القميص

باب صفة طول القميص والكم والإزرار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح - حديث - المسبل - والمنان - والمنفق - سلعته - بالحلف - الكاذب

شرح حديث/ المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب


أحاديث رياض الصالحين: باب استحباب القميص.

٧٩٣ - عَنْ أُمْ سَلَمَهْ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ أَحَبَّ الثِّيابِ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ اَلْقَمِيصُ. رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديث حسن.

 

أحاديث رياض الصالحين: باب صفة طول القميص والكُم والإِزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء.

٧٩٤ - عَنْ أَسْمَاءْ بِنْتْ يَزِيدْ اَلْأَنْصَارِيَّةَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ كَمُّ قَمِيصِ رَسُولِ اَللَّهِ إِلَى اَلرُّسْغِ. رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديث حسن

٧٩٥ - وعن اِبْن عُمَر -رَضِي اَللَّه عَنهُما- أنَّ اَلنبِي قال: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُر اللَّه إِليهِ يَوْم القِيَامَةِ» فَقَال أَبُو بَكْر: يَا رَسُول اَللَّه إِنَّ إِزاري يَسْتَرْخى إِلَّا أنَّ أَتَعَاهَدَهُ، فَقَال لَه رَسُول اَللَّه : «إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاءَ». رواه البخاري، وروى مسلم بعضه.

٧٩٦ - وعن أبي هريرة -رَضِي اَللَّه عَنهُ- أَنَّ رَسُولِ اللَّه قَالَ: «لاَ ينْظُرُ اللَّه يَوْم القِيَامة إِلى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطرًا». متفق عليه.

٧٩٧ - وعن أبي هريرة -رَضِي اَللَّه عَنهُ- عن النبي  قَالَ: «مَا أَسفَل الكعْبيْنِ مِن الإِزار فَفِي النَّار» رواه البخاري.

٧٩٨ - وَعَنْ أَبِي ذَر -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ- عَنْ اَلنَّبِيِّ قَالَ: «ثَلَاثَةُ لَا يُكَلِّمُهُمْ اَللَّهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ». قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اَللَّهِ ثَلَاثٌ مِرَارٍ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا مِنْ هُمْ يَا رَسُولُ اَللَّهِ؟ قَالَ: «المُسبِلُ، وَالْمَنَّانُ وَالْمُنْفِق سِلْعَتُهُ بِالْحِلْفِ اَلْكَاذِبِ» رواه مسلم.

وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ: «المُسْبِلُ إِزَارَ».

 

الشرح:

هذه الأحاديث التي ذكرها النووي -رحمه الله- في (كتاب اللباس) فيها أحاديث تدل على أن أحب الثياب إلى رسول الله القميص، وذلك أن القميص أستر من الإزار والرداء وكانوا في عهد الرسول -عليه الصلاة والسلام- يلبسون الإزار والرداء، أحيانا يلبسون القميص، وكان النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يحب القميص؛ لأنه أستر؛ ولأنه قطعة واحدة يلبسها الإنسان مرة واحدة فهي أسهل من أن يلبس الإزار أولا، الرداء ثانيا، ولكن مع ذلك لو كنت في بلد يعتادون لباس الأزر والأردية ولبست مثلهم فلا حرج، والمهم ألا تخالف لباس أهل بلدك فتقع في الشهرة، وقد نهى النبي عن لباس الشهرة.

 

وفي هذه الأحاديث أيضا دليل على أن كم القميص يكون إلى الرسغ، والرسغ هو الوسط بين الكوع والكرسوع؛ لأن الإنسان له مرفق وهو المفصل الذي بين العضد والذراع، وله كوع كرسوع ورسغ فالكوع هو طرف الذراع مما يلي الكف من جهة الإبهام، والكرسوع طرف عظم الذراع مما يلي الكف من جهة الخنصر، وأما الرسغ فهو ما بينهما وعلى هذا قول الناظم:

وَعِظَم يَلِي اَلْإِبْهَامُ كُوع وَمَا يَلِي

اَلْخِنْصَرَ اَلْكَرْسُوعْ وَالرُّسْغُ مَا وَسَط

وَعِظَم يَلِي إِبْهَامَ رَجُلٍ مُلَقَّبِ بَبُّوعْ

فَخْذٍ بِالْعِلْمِ وَاحْذَرْ مِنْ اَلْغَلَطِ.

 

والعوام إذا أرادوا ضرب المثل بالإنسان الأبله قالوا: هذا رجل لا يعرف كوعه من كرسوعه، وأكثر الناس يظنون أن الكوع هو المرفق الذي إليه منتهى الوضوء، ولكن ليس كذلك فما عند مفصل الكف من الذراع مما يلي الخنصر هو الكرسوع، وما يلي الإبهام فهو الكوع، وما بينهما فهو الرسغ، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان قميصه إلى الرسغ.

 

ثم ذكر المؤلف حديث ابن عمر، وحديث أبي هريرة -رضي الله عنهما- في إسبال الثياب، وإسبال الثياب يقع على وجهين الوجه الأول: أن يجر الثوب خيلاء. الوجه الثاني: أن ينزل الثوب أسفل من الكعبين من غير خيلاء.

 

أما الأول: وهو الذي يجر ثوبه خيلاء فإن النبي ذكر له أربع عقوبات -والعياذ بالله-: لا يكلمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، يعني: نظر رحمة، ولا يزكيه، وله عذاب أليم. أربع عقوبات بها المرء إذا جر ثوبه خيلاء، ولما سمع أبو بكر بهذا الحديث قال: رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي على إلا أن أتعاهده، يعني: فهل يشملني هذا الوعيد؟ فقال : إنك لست ممن يضع هذا خيلاء فزكاه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه لا يصنع هذا خيلاء، وإنما العقوبة على من فعله خيلاء، أما من لم يفعله خيلاء فعقوبته أهون. ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ما أسفل من الكعبين ففي النار"، ولم يذكر إلا عقوبة واحدة ثم هذه العقوبة أيضا لا تعم البدن كله، إنما تختص بما فيه المخالفة وهو ما نزل من الكعب، فإذا نزل ثوب الإنسان أو مشلحه أو سرواله إلى أسفل من الكعب فإنه يعاقب على هذا النازل بالنار، ولا يشمل النار كل الجسد إنما يكوي بالنار -والعياذ بالله- بقدر ما نزل، ولا تستغرب أن يكون العذاب على بعض البدن الذي حصلت فيه المخالفة. فإنه ثبت في الصحيحين أن النبي رأى أصحابه توضؤا ولم يسبغوا الوضوء فنادى بأعلى صوته "ويل للأعقاب من النار" فهنا جعل العقوبة على الأعقاب، يعني: العراقيب التي لم يسبغوا وضوؤها فالعقاب بالنار يكون عاما كأن يحرق الإنسان كله بالنار -والعياذ بالله- ويكون في بعض البدن الذي حصلت فيه المخالفة ولا غرابة في ذلك، وبهذا نعرف قول النووي -رحمه الله- بتحريم الإسبال خيلاء وكراهيته لغير الخيلاء، والصحيح أنه حرام سواء أكان لخيلاء أم لغير خيلاء، بل الصحيح أنه من كبائر الذنوب؛ لأن كبائر الذنوب كل ذنب جعل الله عليه عقوبة خاصة به، وهذا عليه عقوبة خاصة ففيه الوعيد بالنار إذا كان لغير الخيلاء، وفيه وعيد بالعقوبات الأربع إذا كان خيلاء لا يكلمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم.

 

وختم المؤلف بحديث أبي ذر أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قرأها ثلاث مرات، وإنما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا من أجل أن ينتبه الإنسان؛ لأن اللفظ إذا جاء مجملا ولا سيما مع التكرار ينتبه له الإنسان حتى إذا جاءه التفصيل والبيان، ورد على نفس متشوقة تطلب البيان فقال أبو ذر: يا رسول الله خابوا وخسروا من هؤلاء؟ قال: "المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب".

الأول المسبل: يعني الذي يجر ثوبه خيلاء.

 

والثاني المنان: الذي يمن بما أعطى، إذا أحسن إلى أحد بشيء جعل يمن عليه: فعلت بك كذا، وفعلت بك كذا، والمن من كبائر الذنوب؛ لأن عليه هذا الوعيد، وهو مبطل الأجر لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ} [البقرة: ٢٦٤].

 

والثالث المنفق سلعته بالحلف الكاذب: يعني؛ الذي يحلف وهو كاذب ليزيد ثمن السلعة فيقول: والله لقد اشتريتها بعشرة وهو لم يشترها إلا بثمانية، أو يقول: أعطيت فيها عشرة وهو لم يعط فيها إلا ثمانية فيحلف على هذا. فهذا ممن يستحق هذه العقوبات الأربع: لا يكلمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم. -نسأل الله العافية-.

تحقيق رياض الصالحين للألباني

٧٩٤ - (ضعيف)

عَنْ أَسْمَاءْ بِنْتْ يَزِيدْ اَلْأَنْصَارِيَّةَ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: كَانَ كَمُّ قَمِيصِ رَسُولِ اَللَّهِ إِلَى اَلرُّسْغِ. رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.

الحديث مضت الإشارة إلى ضعفه في (٥٢٤) [٣٣٠].


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى