404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث / من قرأ حرفا من كتاب الله

كتاب الفضائل -باب فضل قراءة القرآن
شيخ الإسلام ابن تيمية
شرح - حديث -  من - قرأ - حرفا - من - كتاب - الله
شرح حديث / من قرأ حرفا من كتاب الله
أحاديث رياض الصالحين

باب فضل قراءة القرآن: الحديث رقم 1006

1006 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

الشرح
وَالْمُرَادُ بِالْحَرْفِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا حَرْفُ التَّهَجِّي الَّذِي هُوَ جُزْءٌ مِنْ الْكَلِمَةِ صَرَّحَ بِهَذَا الْمَعْنَى الْقَاضِي فِي الْكَلَامِ عَلَى قِرَاءَةِ حَمْزَةَ وَذَكَرَ جَمَاعَةٌ فِيمَنْ لَمْ يُحْسِنْ الْفَاتِحَةَ هَلْ يَقْرَأُ مِنْ غَيْرِهَا بِعَدَدِ الْحُرُوفِ أَوْ بِعَدَدِ الْآيَات؟ وَقَدْ قَالَ أَحْمَد فِي رِوَايَةِ حَرْبٍ: إذَا اخْتَلَفَتْ الْقِرَاءَاتُ فَكَانَتْ فِي إحْدَاهَا زِيَادَةُ حَرْفٍ أَنَا أَخْتَارُ الزِّيَادَةَ وَلَا يَتْرُكُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ مِثْلُ (فَأَزَلَّهُمَا فَأَزَالَهُمَا وَوَصَّى وَأَوْصَى) قَالَ الْقَاضِي فَقَدْ نَصَّ عَلَى أَنَّهُ يَخْتَارُ الزِّيَادَةَ لِمَا احْتَجَّ بِهِ مِنْ زِيَادَةِ الثَّوَابِ بِزِيَادَةِ الْحُرُوفِ.
وَاخْتَارَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحُرُوفِ الْكَلِمَةُ سَوَاءٌ كَانَتْ اسْمًا أَوْ فِعْلًا أَوْ حَرْفًا أَوْ اصْطِلَاحًا. وَاحْتَجَّ بِالْخَبَرِ الْمَذْكُورِ، فَلَوْلَا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْحَرْفِ الْكَلِمَةُ لَا حَرْفُ الْهِجَاءِ كَانَ فِي أَلِفْ لَأمْ مِيم تِسْعُونَ حَسَنَةً، وَالْخَبَرُ إنَّمَا جَعَلَ فِيهَا ثَلَاثِينَ حَسَنَةً، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ خِلَافَ الْمَفْهُومِ وَالْمَعْرُوفِ مِنْ إطْلَاقِ الْحَرْفِ فَقَدْ اسْتَعْمَلَهُ الشَّارِعُ هُنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
كما كانوا يستعملون الحرف في الاسم فيقولون: هذا حرف غريب، أي: لفظ الاسم غريب، وقسَّم سيبويه الكلام إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وفعل، وكل من هذه الأقسام يسمَّى حرفًا لكن خاصة الثالث أنه حرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل، وسمَّى حروف الهجاء باسم الحرف وهي أسماء، ولفظ "الحرف" يتناول هذه الأسماء وغيرها، كما قال النبي " مَن قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات: أما أني لا أقول: {الم} حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "، وقد سأل الخليل أصحابَه عن النطق بحرف الزاي من زيد فقالوا: زاي فقال: جئتم بالاسم، وإنما الحرف "ز".
ثم إن النحاة اصطلحوا على أن هذا المسمَّى في اللغة بالحرف يسمى "كلمة"، وأن لفظ "الحرف" يخص لما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل كحروف الجر ونحوها، وأما ألفاظ حروف الهجاء فيعبر تارة بالحرف عن نفس الحرف من اللفظ وتارة باسم ذلك الحرف ولما غلب هذا الاصطلاح صار يتوهم من اعتاده أنه هكذا في لغة العرب.
" مجموع فتاوى ابن تيمية " (10 / 232، 233).
وقال شيخ الإسلام – أيضًا -:
ولفظ الحرف يراد به الاسم والفعل وحروف المعاني واسم حروف الهجاء، ولهذا سأل الخليل أصحابه: كيف تنطقون بالزاي من زيد؟ فقالوا: زاي، فقال: نطقتم بالاسم وإنما الحرف "زه"، فبيَّن الخليل أن هذه التي تسمَّى حروف الهجاء هي أسماء، وكثيرًا ما يوجد في كلام المتقدمين: " هذا حرف من الغريب "، يعبرون بذلك عن الاسم التام، فقوله : " فله بكل حرفٍ " مثَّله بقوله: " ولكن ألِف حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ "، وعلى نهج ذلك: و{ذلك} حرف، و{الكتاب} حرف، ونحو ذلك.
وقد قيل: إن ذلك أحرف والكتاب أحرف وروي ذلك مفسَّرًا في بعض الطرق.
" مجموع الفتاوى " (12 / 108، 109).
قلت: فالظاهر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
أن المراد بالحرف ليس أحرف الهجاء وإنما الكلمة سواء كانت اسما أو فعلا أو حرفا
ففي أول سورة البقرة
الم: 3 أحرف ألف ولام وميم لأنها لا تقرأ أَلَمْ فيها ثلاثون حسنة ولو كان المراد أحرف الهجاء لكان فيها تسعون حسنة
ذلك: حرف واحد فيها عشر حسنات
الكتاب: حرف واحد فيها عشر حسنات
والله تعالى أجل وأعلم

الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى