404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث / يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق

كتاب الفضائل -باب فضل قراءة القرآن
أبو مسلم العربي
شرح - حديث -  يقال - لصاحب - القرآن - اقرأ - وارتق
شرح حديث / يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق
أحاديث رياض الصالحين

باب فضل قراءة القرآن: الحديث رقم 1008

من هو صاحب القرآن في هذا الحديث؟
1008-وعن عَبْدِ الله بنِ عَمْرٍو بن العاص رضى الله عنهما، عن النبي قال: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا فإِنَّ مَنْزِلَتكَ عِنْدَ آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا». رواة أبو داوود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح

(صاحب القرآن)
قال الملا على القاري:
يقال عند دخول الجنة وتوجه العاملين إلى مراتبهم على حسب مكاسبهم
(لصاحب القرآن) أي من يلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرؤه وهو يلعنه. (اقرأ وارتق) أي إلى درجات الجنة أو مراتب القرب. (ورتل)، أي لا تستعجل في قراءتك في الجنة التي هي لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة، (كما كنت ترتل)، أي قراءتك وفيه اشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية، (في الدنيا) من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف الناشئ عن علوم القرآن ومعارف الفرقان، (فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)،
وقد ورد في الحديث أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن وجاء في حديث من أهل القرآن، فليس فوقه درجة، فالقراء يتصاعدون بقدرها قال الداني: وأجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية، ثم اختلفوا فيما زاد فقيل: ومائتا آية وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة، وقيل: وتسع عشرة، وقيل: وخمس وعشرون، وقيل: وست وثلاثون.
قال الطيبي: وقيل المراد أن الترقي يكون دائمًا، فكما أن قراءته في حال الاختتام استدعت الافتتاح الذي لا انقطاع له، كذلك هذه القراءة والترقي في المنازل التي لا تتناهى وهذه القراءة لهم كالتسبيح للملائكة لا تشغلهم من مستلذاتهم بل هي أعظم مستلذاتهم.
وقال ابن حجر: ويؤخذ من الحديث أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له، فإن قلت ما الدليل على أن الصاحب هو الحافظ دون الملازم للقراءة في المصحف؟ قلت أصل فيما في الجنة أنه يحكي ما في الدنيا [وقوله في الدنيا] صريح في ذلك على أن (الملازم له نظرًا لا يقال له صاحب القرآن على الإطلاق) وإنما يقال ذلك لمن لا يفارق القرآن في حالة من الحالات وأيضًا ففي رواية عند أحمد يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد [فيقرأ ويصعد) بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه فقوله معه صريح في أنه حافظه، وفي حديث عند الرامهرمزي فإذا قام صاحب القرآن بقراءته آناء الليل وآناء النهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه.
مرقاة المفاتيح
وتـخصيص الصاحب فـي الـحديث بالـحافظ عن ظهر قلب دون التالـي من الـمصحف، لأن ما فـي الـجنة أصله أن يحكى ما فـي الدنـيا، وفـي الدنـيا لا يطلق ذلك إلا علـى الـحافظ له، نظرًا إلـى أن القارئ إنما يطلق علـى من لا يفارقه القرآن أبدًا، وذلك الـحافظ له عن ظهر قلب، وقد وردت أحاديث تومئ إلـى تفسير الصاحب بالـحافظ عن ظهر قلب.
دليل الفالحين (محمد بن علان الصديقي الشافعي) 3/ 597
وقال الطيبي: والمنزلة التي في الحديث هي ما يناله العبد من الكرامة على حسب منزلته في الحفظ والتلاوة لا غير. وذلك لما عرفنا من أصل الدين أن العامل بكتاب الله المتدبر له أفضل من الحافظ والتالي [له] إذا لم ينل شأنه في العمل والتدبر، وقد كان في الصحابة من هو أحفظ من الصديق وأكثر تلاوة منه، وكان هو أفضلهم على الإطلاق لسبقه عليهم في العلم بالله وبكتابه وتدبره له، وعمله به وإن ذهبنا إلى الثاني (يقصد الحفظ مع العمل بما حفظ من الآيات)
وهو أحق الوجهين وأتمها فالمراد من الدرجات التي يستحقها بالآيات سائرها وحينئذ تقدر التلاوة في القيامة على قدر العمل فلا يستطيع أحد أن يتلو آية إلا وقد أقام ما يجب عليه فيها، واستكمال ذلك إنما يكون للنبي، ثم للأمة بعده على مراتبهم ومنازلهم في الدين ومعرفة اليقين، فكل منهم يقرأ على مقدار ملازمته إياه تدبرًا، وعملًا.
وهو في غاية من الحسن والبهاء ونهاية الظهور والجلاء ولا عبرة بطعن ابن حجر فيه وتضعيف كلامه وحمله على التكلف والمنافاة لظاهر الحديث فإن التحقيق كما يستفاد من حديث أن من عمل بالقرآن فكأنه ي يقرأه دائمًا وإن لم يقرأه، ومن لم يعمل بالقرآن فكأنه لم يقرأه وإن قرأه دائمًا، وقد قال الله تعالى:﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ] سورة الشورى:29[
فمجرد التلاوة والحفظ لا يعتبر اعتبارًا يترتب عليه المراتب العلية في الجنة العالية.
مرقاة المفاتيح (الملا على القاري) 4 /642
قال التوربشتي: الصحبة للشيء الملازمة له إنسانًا أو حيوانًا مكانًا أو زمانًا وتكون بالبدن وهي الأصل وبالعناية والهمة.
وصاحب القرآن هو ملازمه بالهمة والعناية ويكون:
ذا تارة (1) بنحو حفظ وتلاوة (2) وتارة بتدبير وعمل.
فإن قلنا بالأول فالمراد من الدرجات بعضها دون بعض والمنزلة التي في الحديث ما يناله العبد من الكرامة على قدر منزلته في الحفظ والتلاوة لا غير.
أو بالثاني وهو أتم الوجهين وأحقهما فالمراد بالدرجات سائرها فلا يستطيع أحد أن يتلو آية إلا وقد أقام ما يجب عليه فيها واستكمال ذلك للمصطفى ثم من بعده على مراتبهم في الدين انتهى،
وناقشه في بعضه الطيبي ثم قال: والذي نذهب إليه أن سياق الحديث تحريض لصاحب القرآن على التحري في القراءة والإمعان في النظر فيه والملازمة له والعمل بمقتضاه وكل هذه الفوائد يعطيها معنى الصاحب.
فيض القدير 2 /641
قال الامام القرطبي قال علماؤنا رحمة الله عليهم: حملة القرآن وقراؤه هم العالمون بأحكامه وبحلاله وحرامه والعاملون بما فيه. وقال مالك: قد يقرأ القرآن من لا خير فيه.
سؤال
ولكن ما جزاء المؤمن الذي يعمل بالقرآن ولا يحفظه عن ظهر قلب؟
الجواب في الحديث التالي الذي جاء في صحيح مسلم:
عن النواس بن سمعان قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ القِيَامَةَ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ. تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ» وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللّهِ ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ، مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ. قَالَ: «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ. بَيْنَهُمَا شَرْقٌ. أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا».
الحديث يدل على أن أهل القرآن هم الذين يعملون به وهم الذين يكون القرآن شافعا لهم.
وجاء في تحفة الأحوذي
(يأتي القرآن) أي يوم القيامة (وأهله) عطف على القرآن (الذين يعملون به) دل على من قرأ ولم يعمل به لم يكن من أهل القرآن، ولا يكون شفيعًا لهم، بل يكون القرآن حجة عليهم.
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 8 /161
(كأنهما غمامتان أو ظلتان) أي سحابتان (سوداوان) لكثافتهما وارتكام البعض منهما على بعض وذلك من المطلوب في الظلال قيل إنما جعلنا كالظلتين لتكونا أخوف وأشد تعظيمًا في قلوب خصمائهما، لأن الخوف في الظلة أكثر قال المظهر: ويحتمل أن يكون لأجل اظلال قارئهما يوم القيامة (بينهما شرق) أي ضوء ونور.
(أو كأنهما حزقان) أي طائفتان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما
مرقاة المفاتيح 4/611
تحاجان عن صاحبهما والمحاجة المخاصمة وإظهار الحجة، وصاحبهما هو المستكثر من قراءتهما وظاهر الحديث أنهما يتجسمان حتى يكونا كأحد هذه الثلاثة التي شبهها بها ثم يقدرهما الله سبحانه وتعالى على النطق بالحجة، وذلك غير مستبعد من قدرة القادر القوي الذي يقول للشيء كن فيكون.

الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى