404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث / ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة

كتاب الفضائل: باب فضل الصلوات

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن بازشرح - حديث - ما - من - امرئ - مسلم - تحضره - صلاة - مكتوبة

شرح حديث / ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة


أحاديث رياض الصالحين: باب فضل الصلوات

 

١٠٥٢ - وعن أَبي هُريرة -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلي الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ» رواه مسلم.

١٠٥٣ - وعن عثمانَ بنِ عفان -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه يقولُ: «ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ» رواه مسلم.

 

الشيخ:

الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذان الحديثان الصحيحان دليلان على فضل الصلوات وما فيها من الخير العظيم، وأنها من أسباب تكفير الذنوب وحط الخطايا، والصلاة هي عمود الإسلام من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها ضيع دينه، ومن استقام عليها فهو الناجي السعيد، ومن أضاعها فهو الهالك، ولهذا أثنى الله على أهلها كثيرًا في كتابه العظيم، ووعدهم الخير الكثير كما قال جل وعلا: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١-٢] إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: ٩-١١]، وقال جل وعلا في الآية الأخرى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: ١٩-٢٣] إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} [المعارج: ٣٤-٣٥]، وقال جل وعلا: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥].


وفي حديث أبي هريرة يقول : «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر»، يعني: ما دام العبد قد اجتنب الكبائر، وهي الذنوب العظيمة التي جاء فيها الوعيد بالنار أو بعذاب القبر أو بغضب الله، أو فيها حد من الحدود أو نفي الإيمان عن صاحبها كما قال جمع من أهل العلم أو تبرأ النبي من فاعلها، كل هذه أمور عظيمة يجب الحذر منها وهي من أسباب عدم تكفير السيئات بتعاطي الصلوات، وفعل الواجبات حتى يدع هذه المحرمات؛ ولهذا قال : «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر» وفي لفظ: «إذا اجتنب الكبائر» فإذا أتى بالصلوات الخمس، ولكنه مصر على الزنا أو شرب الخمر أو عقوق الوالدين أو أكل الربا صارت هذه الذنوب من أسباب حرمانه تكفير السيئات حتى يتوب إلى الله منها، حتى يدعها ولهذا يقول جل وعلا في كتابه العظيم: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: ٣١] فالآية الكريمة توافق ما دل عليه الحديث إِنْ تَجْتَنِبُوا لأنها خطاب للمسلمين وغيرهم {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: ٣١]، والكبائر أعظمها الشرك، فإذا اجتنب العبد الشرك واجتنب المعاصي التي هي من الكبائر من الزنا، والسرقة، والعقوق، والربا، والغيبة، والنميمة، ونحو ذلك صارت سيئاته الصغائر مغفورة بصلواته واجتنابه الكبائر.


وهكذا حديث عثمان رضي الله عنه، يقول : «ما من عبد تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها» وفي رواية: «وسجودها» إلا حطت عنه خطاياه ما لم يغش كبيرة، ما لم تؤت كبيرة وهو يوافق حديث أبي هريرة، فالصلوات الخمس حين يحافظ عليها المؤمن ويؤدي حقها من جهة الوضوء والخشوع وأداء ما يلزم فيها تكون كفارة له ما لم تغش الكبيرة، فينبغي للمؤمن أن يحاسب نفسه، ينبغي له أن يجاهدها لعله ينجو لعله يسلم ليحذر نزوات النفس ونزغات الهوى وطاعة الشيطان فإن تلك تجره إلى ما لا تحمد عقباه، ومتى جاهد نفسه في ترك معاصي الله وجاهد نفسه في أداء ما أوجب الله فهو السعيد، وهو الناجي في الدنيا والآخرة. رزق الله الجميع التوفيق والهداية.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى