404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

شرح حديث / البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي

كتاب الأمر بالصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم
الدرر السنية 
شرح - حديث - البخيل - الذي - من - ذكرت - عنده - فلم - يصل - علي
شرح حديث / البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي

أحاديث رياض الصالحين: باب الأمر بالصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم
١٤١١ - وَعَنْ عَلِيٍّ - رَضِّيَّ اللهِ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِّرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عِلْي» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
الشرح
لقدْ حثَّ اللهُ تعالى على الصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦]؛ فهي مِن الأُمورِ المهمَّةِ الَّتي يَنبَغي على المُسلِمِ الحِفاظُ عليها، سواءٌ ابتداءً مِنه أو عِندما يَسمَعُ اسمَه؛ حتَّى لا يَدخُلَ في جُملةِ البُخلاءِ، كما يقولُ النبيُّ في هذا الحديثِ: "البخيلُ"، أي: الكامِلُ في بُخلِه "الَّذي مَن ذُكِرتُ عِندَه فلم يُصلِّ علَيَّ"، أي: ذُكِر النَّبيُّ في مكانٍ هو فيه، فلم يُبادِرْ فيُصلِّي على النَّبيِّ ؛ فهذا هو البخيلُ على الحَقيقةِ.
والصَّلاةُ على النَّبيِّ مِن العبدِ هي دُعاءُ اللهِ وطلَبُ ثَنائِه على نَبيِّه، وتَكْريمِه، والتَّنويهِ به، ورَفْعِ ذِكْرِه، وزيادةِ حُبِّه، وتقريبِه، وهي مُشتمِلهٌ على الحمدِ والمجدِ للهِ، فكأنَّ المصلِّيَ طلَب مِن اللهِ أن يَزيدَ في حَمْدِه ومَجْدِه، كما أنَّ فيها معنى تَعظيمِ النَّبيِّ في الدُّنْيا بإعلاءِ ذِكْرِه وإظهارِ دينِه وإبقاءِ شَريعتِه وفي الآخرةِ بإجزالِ مَثوبتِه، وتَشْفيعِه في أمَّتِه وإبداءِ فَضيلتِه بالمقامِ المحمودِ، وهي مع ذلك كلِّه مَثوبةٌ للعبدِ وكفايةٌ لِهَمِّه ورَفعٌ لدرجتِه في الجنَّةِ.
وقدْ عَلَّم النَّبيُّ أصحابَه كيف يُصلُّون عليه لَمَّا سأَلوه، ومِن أشهَرِ صِيَغِ الصَّلاةِ عليه صيغَتانِ: "اللَّهمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ. اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حميدٌ مجيدٌ".
والصِّيغةُ الثَّانيةُ: "اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وأزواجِه وذُرِّيَّتِه، كما صلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ، وبارِكْ على محمَّدٍ وأزواجِه وذُرِّيَّتِه، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ؛ إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ"، وأيُّ لفظٍ أدَّى المرادَ بالصَّلاةِ عليه أجزَأَ، والأَوْلي التَّنويعُ بينَ هذه الصِّيَغِ الواردةِ؛ اتِّباعًا للسُّنَّةِ والشَّريعةِ، ولئلَّا يؤدِّيَ لُزُومُ إحدى الصِّيَغِ إلى هَجْرِ الصِّيغِ الأخرى، أمَّا داخِلَ الصَّلاةِ؛ فيُقتصَرُ على المأثورِ الوارِدِ، ولا يَنقُصُ عنه ولا يُزادُ فيه.
وفي الحديثِ: أهمِّيَّةُ الصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ حالَ ذِكْرِه.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى