404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

باب فضل الذكر والحث عليه

كتاب الأذكار: باب فضل الذكر والحث عليه
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
باب - فضل - الذكر - والحث - عليه
باب فضل الذكر والحث عليه

أحاديث رياض الصالحين: باب فضل الذكر والحث عليه
قال الله تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: ٤٥]، وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: ١٥٢]، وقال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف:٢٠٥]، وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الانفال:٤٥].
وقال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى قوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب:٣٥]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب:٤١-٤٢]، والآيات في الباب كثيرة معلومة.
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - في كتابه (رياض الصالحين) كتاب الأذكار:
الأذكار جمع ذكر والمراد بذلك ذكر الله - عز وجل - ثم ذكر باب فضل الذكر والحث عليه وذكر آيات متعددة وليعلم أن ذكر الله تعالى يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح أما القلب فهو التفكر، ذكر الله تعالى بالقلب: أن يتفكر الإنسان في أسماء الله وصفاته وأحكامه وأفعاله وآياته، وأما الذكر باللسان: فظاهر ويشمل كل قول يقرب إلى الله - عز وجل - من التهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة السنة وقراءة العلم كل قول يقرب إلى الله فهو ذكر لله - عز وجل.
وأما ذكر الله بالأفعال: فهو ذكر الله بالجوارح فهو كل فعل يقرب إلى الله كالقيام في الصلاة والركوع والسجود والقعود وغير ذلك، لكن يطلق عرفا على ذكر الله تعالى التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل.
وذكر المؤلف - رحمه الله - في ذلك آيات منها، قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}، فخاطب الله المؤمنين وأمرهم: أن يذكروا الله تعالى ذكرا كثيرا في كل وقت، وفي كل حال، وفي كل مكان، اذكر الله ذكرا كثيرا: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} أي: قولوا: - سبحان الله - في البكور والأصيل، يعني: في أول النهار وآخر النهار، ويحتمل أن يراد بالنهار كله، وفي الليل كله، وقال الله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وهذا ذكره الله - عز وجل - في سياق لقاء العدو، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الانفال: ٤٥]، فذكر الله تعالى من أسباب الثبات والفلاح، والفلاح كلمة جامعة يراد بها حصول المطلوب والنجاة من المرهوب.
وقال الله تعالى: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: ٤٥]، قيل المعنى: ولما فيها من ذكر الله أكبر، وقيل المعنى: ذكر الله عموما أكبر وهو أن الإنسان إذا صلى كان ذلك سببا لحياة قلبه وذكره لله - عز وجل - كثيرا.
وقال تعالى في وصف الخلق من عباده: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} إلى قوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: ٣٥]، وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: ١٥٢]، والآيات في هذا كثيرة كلها تدل على فضيلة الذكر والحث عليه.
وقد أثنى الله تعالى على الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم وبين أنهم هم أصحاب العقول فقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:١٩٠-١٩١]، فالمهم: أن نحث أنفسنا وإياكم على إدامة ذكر الله وهو لا يكلف باللسان، واللسان لا يعجز ولا يتعب، بل يبقي دائما لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ما تعب فهو سهل ولله الحمد، وأجره عظيم.
جعلني الله وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات إنه على كل شيء قدير.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى