باب المجاهدة
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح حديث / عليك بكثرة السجود
أحاديث رياض الصالحين: باب المجاهدة
١٠٩ - وعن أبي عبد اللَّه -ويُقَالُ:
أبُو عبْدِ الرَّحمنِ- ثَوْبانَ موْلي رسولِ اللَّهِ ﷺ
قَالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: «عليكَ
بِكَثْرةِ السُّجُودِ؛ فإِنَّك لَنْ تَسْجُد للَّهِ سجْدةً إلاَّ رفَعكَ اللَّهُ
بِهَا دَرجَةً، وحطَّ عنْكَ بِهَا خَطِيئَةً» رواه مسلم.
الشرح:
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما
نقله عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ، أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول: «عليك بكثرة السجود»، و«عليك» يعني: الزم كثرة السجود، «فإنك لن تسجد لله
سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة»، وهذا كالحديث السابق، حديث
ربيعه بن كعب الأسلمي، أنه قال للنبي ﷺ:
اسألك مرافقتك في الجنة، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود» ففيه دليل على أنه
ينبغي للإنسان أن يكثر من السجود، وقد سبق لنا أم كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع،
وكثرة القيام والقعود؛ لأن كل ركعة فيها سجودان، وفيها ركوع واحد، ولا يمكن أن
تسجد في الركعة الواحدة ثلاث سجدات أو أربعًا، إذن كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع
والقيام والقعود.
ثم بين النبي ﷺ،
ماذا يحصل للإنسان من الأجر فيما إذا سجد؛ وهو أنه يحصل له فائدتان عظيمتان:
الفائدة الأولى: أن الله يرفعه بها
درجة، يعني: منزلة عنده، وفي قلوب الناس، وكذلك في عملك الصالح؛ يرفعك الله به
درجة.
والفائدة الثانية: يحط عنك بها خطيئة، والإنسان يحصل له الكمال بزوال ما يكره، وحصول ما يحب، فرفع الدرجات مما يحبه الإنسان، والخطايا مما يكره الإنسان، فإذا رفع له درجة وحط عنه بها خطيئة؛ فقد حصل على مطلوبه، ونجا من مرهوبه.
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات
النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق