404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

باب النهي عن الفحش وبذاء اللسان

كتاب الأمور المنهي عنها: باب النهي عن الفُحش وبَذاءِ اللِّسان

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

باب – النهي – عن – الفحش – وبذاء - اللسان

باب النهي عن الفحش وبذاء اللسان

أحاديث رياض الصالحين: باب النهي عن الفُحش وبَذاءِ اللِّسان.

١٧٤٣- عَن ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ : «لَيْس المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيء» رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

١٧٤٤- وعِنْ أَنَسٍ -رضي اللَّه عَنهُ- قَاَل: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ شانَهُ، ومَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ» رواه الترمذي، وقالحديثٌ حسن.

 

أحاديث رياض الصالحين: باب كراهة التَّقعير في الكلام بالتَّشَدُّق وتكلُّف الفصاحة واستعمال وَحشيِّ اللُّغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم.

١٧٤٥- عَن ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- أنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُون» قَالَهَا ثَلاثًا. رَوَاهُ مُسْلِم.

«المُتَنَطِّعُون»: المبالغون في الأمور.

١٧٤٦- وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العَاصِ -رَضِيَ اللَّه عنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّ اللَّه يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَقَرَةُ» رَواه أَبو داودَ، والترمذي، وقال: حديثٌ حسنٌ.

١٧٤٧- وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّه عَنْهُما- أَنَّ رَسُولَ اللَّه قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِليَّ، وَأَقْرَبِكمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيامةِ: أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِليَّ، وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يوْمَ الْقيَامَةِ: الثَّرْثَارُونَ، وَالمُتَشَدِّقُونَ، وَالمُتَفَيْهِقُونَ» رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ.

وقد سبق شرحه في باب حسن الخلق.

 

الشرح:

هذه الأحاديث كلها تتعلق بما ينطق به الإنسان، وذلك أنه ينبغي بل يجب على الإنسان ألا يتكلم إلا بخير لقول النبي : «مَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»، والخير قد يكون خيرا لذاته، وقد يكون خيرا لغيره.

فمن الخير لذاته: أن يتكلم الإنسان بالقرآن، بالذكر، بالأمر بالمعروف، بالنهي عن المنكر، وما أشبه ذلك.

وأما الخير لغيره: أن يتكلم الإنسان بما ليس في ذاته أجر لكنه يريد أن يبسط إخوانه، ويزيل عنهم الوحشة، ويؤلف قلوبهم. هذا من الخير، حتى الكلام العام إذا قصد الإنسان في ذلك ما ذكرنا كان هذا من الخير. ضد ذلك من كان بذيء اللسان -والعياذ بالله- طعانا لعانا، طعانا يعني: يطعن في الأنساب، ويعيب الناس. ولعانا يعني: يكثر لعنهم وسبهم -نسأل الله العافية-.

 

فقد نفى النبي الإيمان عن مثل هذا، فقال: "لَيْس المُؤْمِنُ بالطَّعَّانِ، وَلا اللَّعَّانِ، وَلا الْفَاحِشِ، وَلا الْبَذِيء" فالمؤمن رفيق هين لين كلامه سهل، ومن ذلك أيضا من آفات اللسان التقعر في الكلام والتشدق حتى يتكلم الإنسان بملء شدقيه، وحتى يتكلم عند العامة في غرائب اللغة العربية إما رياء ليقول الناس ما أعلمه باللغة العربية، أو لغير ذلك.

 

فالإنسان ينبغي أن يكون كلامه ككلام الناس، الكلام الذي يفهم حتى وإن كان بالعامية ما دام يخاطب العوام، أما إذا كان يخاطب طلبة علم وفي مجلس التعلم فهنا ينبغي أن يكون كلامه بما يقدر عليه من اللغة العربية.

 

وفي الباب الثاني الذي ذكره المؤلف أن النبي قال: "هَلَكَ المُتَنَطِّعُون"، "هَلَكَ المُتَنَطِّعُون"، "هَلَكَ المُتَنَطِّعُون المتنطع: هو المتقعر في الكلام الذي يتنطع بكلامه أو بقوله أو بفعله أو برأيه أو بغير ذلك، مما يعده الناس خروجا عن المألوف، وكل هذا من الآداب الحسنة التي جاء بها الإسلام والحمد لله رب العالمين.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة 2013-2017 ل فذكر
تصميم : مستر ابوعلى