إرشاد السّاري شرح صحيح البخاري
إرشاد السّاري شرح صحيح البخاري: أَبْوَابُ
الكُسُوفِ، بَابُ الدُّعَاءِ فِي الخُسُوفِ.
قَالَهُ أَبُو مُوسَى، وَعَائِشَةُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ.
١٠٦٠- حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلاَقَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ
إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ
الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ
أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا
حَتَّى يَنْجَلِيَ».
الشرح:
(باب الدعاء في الخسوف) كذا بالخاء، وعزاه الحافظ ابن حجر لكريمة وأبي
الوقت، وفي الفرع وأصله عن أبي ذر والأصيلي "في الكسوف" وبالكاف.
(قاله) أي: الدعاء فيه (أبو موسى) الأشعري، في حديثه السابق قريبًا
(وعائشة) في حديثها الآتي، إن شاء الله تعالى في الباب الآتي (رضي الله عنهما، عن
النبي ﷺ).
وبالسند قال: (حدّثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك الطيالسي (قال: حدّثنا
زائدة) بن قدامة الثقفي الكوفي. (قال: حدّثنا زياد بن علاقة) بكسر العين وبالقاف،
الثعلبي، بالمثلثة ثم المهملة، الكوفي. وللأصيلي: عن زياد بن علاقة (قال: سمعت
المغيرة بن شعبة) الثقفي، المتوفى سنة خمسين عند الأكثر رضي الله عنه، حال كونه
(يقول):
(انكسفت الشمس) بنون ساكنة بعد ألف الوصل، ثم كاف (يوم مات إبراهيم) ابنه
عليه الصلاة والسلام (فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ) رادًّا عليهم:
«إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله» مخلوقتان له، لا صنع لهما «لا ينكسفان» بنون بعد المثناة التحتية، ثم كاف «لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما» بضمير التثنية أي: الشمس والقمر: باعتبار كسوفهما. وللحموي والمستملي: رأيتموها، بالإفراد أي: الآية «فادعوا الله».
ولأبي داود، من حديث أبي بن كعب: ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو.
وقد ورد الأمر بالدعاء أيضًا في حديث أبي بكرة وغيره، كما هنا، وقد حمله
بعضهم على الصلاة لكونه كالذكر من أجزائها، والأول أولى؛ لأنه جمع بينهما في حديث
أبي بكرة كما هنا، حيث قال: «وصلوا حتى ينجلي» بالمثناة التحتية لأبي ذر، أي:
يصفو، وفي الفرع تنجلي بالفوقية من غير عزو، وعند سعيد بن منصور من حديث ابن عباس،
فاْذكرو الله، وكبروه، وسبحوه، وهللوه، وهو من عطف الخاص على العام.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق