كتاب
الأذكار: باب فضل الذكر والحث عليه
شرح العلامة
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح
حديث / أفضل الذكر لا إله إلا الله
أحاديث رياض الصالحين: باب فضل
الذكر والحث عليه
١٤٤٤ - عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «سَبَقَ
الْمُفَرِّدُونَ» قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
«الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ»
رواه مسلم.
روي
«الْمُفَرِّدُونَ» بتشديد الراء وتخفيفها،
والمشهور الذي قاله الجمهور: التشديد.
١٤٤٥
- وعن جابر - رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول: «أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا الله»
رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
١٤٤٦
- وعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ إنَّ
شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به قال: «لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ» رواه الترمذي
وقال: حديث حسن.
١٤٤٧
- وعنْ جابرٍ - رضي الله عنه - عَنِ النبي ﷺ قَالَ منْ قَالَ: «سُبْحانَ
اللَّهِ وبحَمدِهِ، غُرِستْ لهُ نَخْلَةٌ في الجَنَّةِ» رواه الترمذي
وَقالَ: حديث حسنٌ.
الشرح
هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف - رحمه الله - في كتابه (رياض
الصالحين) كلها في مجموعها تدل على فضيلة الذكر كما سبق، ولكن في بعضها ما فيه ضعف
فمنها أن النبي ﷺ قال له رجل: إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فقال له النبي ﷺ:
لا يزال لسانك رطبا بذكر الله عز وجل، هذا الحديث فيه ضعف لكن إن صح فالمعنى: أن
هذا الرجل كثرت عليه النوافل، أما الفرائض فلا يغني
عنها قول: لا إله إلا الله.
الفرائض لابد منها أما النوافل إذا شق على الإنسان بعضها فالذكر قد
يسد ما يحصل به الخلل ومنها أيضا أن الرسول ﷺ قال: أفضل
الذكر لا إله إلا الله، ولا شك أن هذه الكلمة كلمة عظيمة فهي التي يدخل بها
الإنسان في دين الإسلام فهي مفتاح الإسلام كما جاء في الحديث: أن مفتاح الجنة هو
لا إله إلا الله، ومنها أيضا فضيلة سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر، وأن هذه غراس الجنة يعني: أن الإنسان إذا قالها يغرس له في الجنة غرسا،
في كل كلمة ومنها أن ذكر الله - عز وجل - من أفضل الأعمال وأوفاها وأحبها إلى الله
- عز وجل - بل هو من أسباب الثبات عند اللقاء، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً
فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:٤٥].
مثل هذه الأحاديث كلها تدل: على فضيلة الذكر وأنه ينبغي للإنسان أن
يكثر من ذكر الله وقد مر علينا قول النبي ﷺ: كلمتان
خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده،
سبحان الله العظيم. والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق