مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
شرح
حديث / ما أحد أصبر على أذى يسمعه من اللّه
مرقاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: كتاب الإيمان
وَعَنْ
أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللَّهِ،
يَدْعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ» مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله ﷺ:
(ما أحد أصبر) أي: ليس أحد أشد صبرا، والصبر: حبس النفس عما تشتهيه أو على ما
تكره، وهو في صفة الباري تأخير العذاب عن مستحقه.
وقوله: (على أذى) قيل: إنه اسم مصدر آذى يؤذي بمعنى المؤذي صفة
محذوف، أي: كلام مؤذ قبيح صادر من الكفار.
وقوله: (يسمعه) صفة " أذى" وهو تتميم؛ لأن المؤذى إذا كان
بمسمع من المؤذي كان تأثير الأذى أشد، وهذا بالنسبة إلينا، وإلا فالمسموع وغيره
معلوم عنده تعالى.
وقوله: (من الله) متعلق بقوله: أصبر لا بـ "يسمعه".
وقوله: (يدعون) بسكون الدال، وقيل بتشديدها.
وقوله: (له الولد) والجملة استئناف بيان للأذى.
وقوله: (ثم يعافيهم) بدفع المضرة عنهم.
وقوله: (ويرزقهم) بإيصال المنفعة إليهم.
انظر فضله وإنعامه في معاملته مع من يؤذيه، فما ظنك بمن يحتمل الأذى
عمن يعصيه، ويمتثل ارتكاب طاعاته واجتناب مناهيه.
وفيه إرشاد لنا إلى تحمل الأذى وعدم المكافأة، والتخلق بأخلاق الله
تعالى. (متفق عليه) ورواه النسائي.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق