أسماء الله الحسنى
لفضيلة الدكتور
محمد راتب النابلسي
شرح اسم الله (العلي)
أسماء
الله الحسنى - اسم الله العلي.
مع
الدرس الستين من دروس أسماء الله الحُسنى. والاسم اليوم؛ هو اسم العلي، فالعلي كما
ورد في الحديث الصحيح، اسمٌ من أسماء الله الحُسنى، وهو مشتق من العلو، ويقابل
العلو السفل، علوي وسفلي، والعلو من الارتفاع.
والعلو
بالمعنى المجازي ارتفاع المنزلة. ارتفاع المكان، أو ارتفاع المنزلة، قد تجد في
دائرة عشرة طوابق، الموظفون في كل الطوابق، وقد يكون المدير العام في الطابق
الأول، لكنه منزلةً هو أعلى من هؤلاء جميعًا. فإما علو مكاني، وإما علو رُتَبِي.
والعلي من أسماء التنزيه، يعني: الله جل جلاله، تعالى، عن كل صفة لا تليق به،
تعالى، عن أن يشبه خلقه، تعالى، عن كل ما خطر ببالك؛ فالله بخلاف ذلك.
والعلي؛ هو الذي علا فلا تُدرَكُ ذاتُه، ولا
تُتَصَورُ صفاتُه. يعني: لا يعرف اللهَ إلا اللهُ، علا، بحيث لا تُدَرك ذاتُه، ولا
تُتَصورُ صفاتُه. العلي؛ هو الذي تاهت الألبابُ في جلاله. العلي؛ هو الذي عجزت
العقول عن أن تدرك كماله. كل هذه المعاني يمكن أن ترد حينما تقول: الله عليُّ؛
عليُّ مكانةً، عليُّ تنزيهًا عليُّ عزةً، عليُّ أن أحدًا لن يدرك ذاتَه، ولن يحيط
بصفاته.
والعلي؛
رفيع القدر، الله سبحانه وتعالى، قال عن ذاته: إنه هو العلي الكبير عليُ كب ير ولا
تنسوا أيها الإخوة: أن معرفة أسماء الله الحُسنى من أهم موضوعات العقيدة، لا يكفي
أن تؤمن بالله خالقًا، ينبغي أن تعرف أسماءه الحُسنى، وصفاته الفُضلى، لأنَّ الله
سبحانه وتعالى، يقول: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى فَادْعُوهُ} [الأعراف: ١٨٠]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: ١٨].
وقال
تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ
فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ
النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ لَوْ
أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا
مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر: ١٩-٢٢].
وقال
تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ
الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر:
٢٣-٢٤].
هذه
آيات في القرآن الكريم، يعني: أن تعرف أسماء الله، أن تعرف مضامين الأسماء،
مدلولات الأسماء، مؤدى هذه الأسماء، هذا جزء من عقيدتك الأساسية وهو العلي العظيم،
اليهود ماذا قالوا؟
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ
مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ} [سورة المائدة: ٦٤].
{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ
اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [سورة آل
عمران: ١٨١].
الإنسان
حينما يعتقد عقيدة صحيحة عن الله، وعن أسمائه، فقد حقق إنجازًا كبيرًا؛ لأنه مع
الحقيقة لا مع الضلال، لأنه مع الحق لا مع الباطل، وصف الله سبحانه وتعالى، نفسه
فقال: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة
سبأ: ٢٣].
قد
يسأل سائل، يعني: على مستوى البشر، لا ينبغي للإنسان أن يتحدث عن نفسه، لأن
الإنسان في الأصل ضعيف، وفقير، وجاهل. والإنسان مفتقر إلى الله عز وجل، لكن الله
جل جلاله، حينما يحدثنا عن ذاته، وعن علوه، وعن كبريائه، وعن قهره، وعن جبروته، من
أجل أن نحبه، وأن نرهبه. نرهبه فنطيعه، نحبه فنقبل عليه، ورد في الآثار القدسية:
«قال:
يا رب، أي عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك، قال: أحب عبادي إلى؛ تقي القلب، نقي
اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقي».
من
علامة محبتك لله؛ أن تحب المؤمنين، أن تحبهم حبًا حقيقيًا. من علامة النفاق؛ أن
تبغض المؤمنين، قال رسول الله: عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَا سَلْمَانُ لا
تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَكَيْفَ
أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللَّهُ قَالَ: تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي».
سنن الترمذي.
من
أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني، يعني: البغض ينتقل، والحب ينتقل.
أيها
الإخوة: وصف الله جل جلاله، نفسه بأنه عليُّ كبير، ورد في الأثر القدسي: «قال: يا
رب، أي عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك؟ قال: أحب عبادي إلى تقي القلب، نقي اليدين،
لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقي، قال: يا رب، إنك
تعلم أني أحبك، وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: ذكرهم بآلائي ونعمائي
وبلائي».
دققوا
في هذا: هذه خطة لكل من يدعو إلى الله، ذكرهم بآلائي من أجل التعظيم، وذكرهم
بنعمائي من أجل الحب، وذكرهم ببلائي من أجل الخوف، لا بد من أن يجتمع في قلبك
تعظيم وحب وخوف. الآيات الكونية من أجل أن تعظمه، والنعم الظاهرة والباطنة من أجل
أن تحبه، والمصائب والأمراض، والفقر، والقهر، والزلازل، والبراكين، من أجل أن
تخافه. لا بدَّ من أن ينطوي قلبك على تعظيم وحب وخوف.
يعني
من أدعية النبي -عليه الصلاة والسلام- التي كان يدعو بها:
«اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَأبْنُ عَبْدِكَ وَأبْنُ
أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ
أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ».
هناك
أمراض تردع الإنسان. يعني: من يملك لخلاياه الا تنمو نمو عشوائيًا؟ لا يوجد قاعدة.
عند
ابن الأثير -هذا العالم الجليل- أن من أسماء الله تعالى، العليُّ والمتعالي.
والعليُّ؛ هو الذي ليس فوقه شيء في الرتبة والحكم مهما تناهت الأمور؛ فالله فوق
الجميع في كل صفات الكمال، لذلك قالوا: الله مطلق، يعني مثلًا: القاضي أحيانًا قد
يحكم ألف حكم عادل، ويحكم حكمًا واحدًا غير عادل، هو عندنا قاض عادل، لكن الله
سبحانه وتعالى، لو أن مخلوقًا واحدًا منذ أن خلق الله الخلق وإلى يوم القيامة ظلم،
لما كان الله عادلًا مطلقًا أبدًا، قال تعالى: {فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا
يَرَهُ} [الزلزلة: ٧-٨].
إذًا
هناك عند ابن الأثير العلي، وهناك المتعالي العلي الذي ليس فوقه شيء في المكانة
والترقية والحكم.
أما
المتعالي: هو الذي جل عن إفك الأفَّاكين، وافتراء المفترين، وعن توهم المتوهمين،
وعن وصف الجاهلين. الله متعالٍ عن كل هذه الصفات.
الإمام الغزالي -رحمه الله تعالى- يرى أن الله
هو العلي المطلق؛ فهو المُحيي للعالم، الخالق لعلوم العلماء، المنزه المقدس عن
جميع أنواع النقص، هو البالغ غاية العلو في الرتبة، فلا رتبة لغيره إلاّ وهي منحطة
عنه، وليس علّوُه علّوَ جهة، ولا كبرُه كبرَ جثة: {سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: ٤٣].
قال
بعض العلماء العلي: هو الذي استحق نعوت الجلالة والكبرياء، وبذلك التفسير لم يزل
عاليًا علياً.
أيها
الإخوة: قبل أن نتابع الموضوع، النفس البشرية مفطورة على حب الأكمل. راقب نفسك؛ إن
وضعت لك عدة حاجات لتختار أحدها، تختار أجملها، تختار أسمنها، لو أن دفترًا أسطره
مائلة ترده، لو أن كتابًا ورقاته منثنية ترده، لو أن حاجة فيها نقطة تشويه تبدله،
هذه النفس البشرية، لذلك هذه النفس البشرية، لا يرويها ولا يسكنها ولا يملؤها إلا
الكمال المطلق، لذلك المؤمن إذا اتجه إلى الله عز وجل، سكنت نفسه، أما غير المؤمن،
لو أن الإنسان اتجه إلى الدنيا، فبنى بيتًا وظن أنه من أجمل البيوت، فإذا رأى
بيتًا أجمل صغر هذا في عينه.
والآن تبديل الأشكال والالوان والالبسة
والمركبات وأنماط البيوت والحاجات والأثاث، هذا التبديل السنوي، أو الفصلي، أو
الأقل من فصلي، هذا التبديل سببه أن الإنسان يحب الكمال، وكلما وصل إلى كمال تاقت
نفسه إلى الأكمل، وهو يلهث وراء الأكمل طبقًا المادي إلى أن يأتيه الأجل، وهو صفر
اليدين من بضاعة الآخرة؛ لكنه إذا عرف الله وهو في الدنيا؛ فالله سبحانه وتعالى، هو
الكمال المطلق هو المطلق.
أنت
إذا كان هناك شخصان؛ قوي وأقوى تميل إلى الأقوى، انظر في جلسة إذا كان فيها رجلان؛
الأول أعلم من الثاني أو أقوى منه، أو أغنى ترى جميع الحاضرين يتجهون إلى الأقوى،
إلى الأغنى، إلى الأعلى، هذه طبيعة النفس البشرية لا تحب الكمال فحسب بل تحب
الأكمل.
يعني:
تفاحتان ناضجتان، ذواتا لون أصفر جميل، واحدة عليها مشحة حمراء، قيل لك تفضل تأخذ
ذات المشحة الحمراء، هذه طبيعة النفس فلذلك يقول بعض العلماء بالنفس: يوجد
"فراغ لا يملأ هذه الفراغ إلا معرفة الله، لا يملأ هذا القلق إلا أن تركن
لحفظ الله".
الإنسان مهما أخذ الاحتياطات، مهما سد الثغرات
يمكن أن يفاجأ من منطقة أمنه، من المنطقة التي أغلقها والتي ضبطها، لكنه إذا توكل
على الله، كفاه الله كل مؤنة، من توكل على الله كفاه، اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه
كلها، يعني مثلًا: «من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته
فوق ما أعطي السائلين».
هؤلاء الذين يسعون بكل طاقتهم لمعرفة الله،
لحضور مجالس العلم، لتعليم الناس الخير، لخدمة الخلق، لرعاية المؤمنين؛ هؤلاء
تأتيهم الدنيا وهي راغمة، فلذلك العلي هو: البالغ الغاية في علو الرتبة فلا رتبة
لغيره إلا وهي منحطة عنه، الإنسان إذا عرف الله فإنه يتحجم، يتواضع، يعرف أنه لا
شيء، أما الإنسان إذا غفل عن الله يتعاظم يتكبر بغير الحق، يكبر حجمه بلا مبرر، هو
ضعيف -أذكر هذا كثيرًا لكم- كل الحياة الدنيا منوطة بسيولة الدم، فلو أن هذا الدم
تجمد في بعض الأمكنة، لانتهت حياة الإنسان أو لفقد حركته، أو لفقد بعض حواسه، أو
لفقد بعض ذاكرته، فالإنسان لا يملك شيئًا لكن الله
مالك الملك.
قال: من علوه؛ أنه لا يزيده تعظيم العباد له
وإجلالهم إياه شيئًا من علوه وكبريائه. فكرة دقيقة، أحيانًا الإنسان بمستوى محدد
إن في علمه، أو في ذكائه، أو في حكمته، فإذا أثنى عليه الناس جميعًا، وكالوا له
المديح جزافًا، وعظموه، ووقروه ارتفع. ارتفع لا لأنه مرتفع، بل لأنه رُفع، أحيانًا
الإنسان قد يؤتيه الله حظًا، تخدمه به أصحاب العقول، قال
بعض حكماء الجن: "اللهم آتني حظًا تخدمني به أصحاب العقول، ولا تؤتني عقلًا
أخدم به أصحاب الحظوظ".
أحيانًا الإنسان يؤتيه الله شيئًا من القوة، كل
من حوله في خدمته العلماء، الأطباء، والخبراء، كلهم في خدمته، استعان بعقول من
حوله، وأحيانًا كل عقلك وذكاؤك لا يقدم لك الشيء الكافي في الحياة الدنيا، فأنت
عالة على غيرك، فالإنسان أحيانًا له مستوى فقد يمدحه المادحون، يعظمه المعظمون،
يثني عليه الناس يبالغون في الثناء، في المديح، في التعظيم فيرتفع، هذا الارتفاع
مفتعل. يعني: ظهر بحجم أكبر من حجمه، هذا المعنى الذي يجري بين الناس لا يمكن أن
ينطبق على الله -عز وجل- مهما عظمه الخلق، مهما أثنوا على كماله لا يزيده تعظيمهم
علوًا ولا كبرياءً هو عظيم.
الإنسان
له حجم، ولكنه عند الناس بحجم أكبر من حجمه؛ أحيانًا في بعض الظروف والملابسات
والمواقف الحرجة والأسئلة والأجوبة يُحجَّم، يعني: يعود إلى حجمه الحقيقي.
هناك قصة طريفة ربما لم تكن صحيحة، لكن لها
مغزى، أن أحد العلماء يروى أن أبو حنيفة النعمان جالس في مجلسه، وكانت رجله تؤلمه
معذور يعني: فمدها بين إخوانه -أما النبي عليه الصلاة والسلام، ما رؤي في كل حياته
مادًا رجليه قط أبدًا- أما إذا إنسان معذور لا مانع أما بلا عذر لا يجوز، فدخل شخص
طويل القامة، عريض المنكبين، مشرق الوجه له هيبة، فأبو حنيفة النعمان استحيى منه
ورفع رجله هذا لأنه غريب، فلعله لا يعرف أنه معذور، جلس في مجلسه، والدرس كان في
الفقه عن صلاة الفجر، والحديث عن الفجر الكاذب والفجر الصادق، واختلاف العلماء في
وقت الصلاة يا ترى في غلس أو بعد أن تتعارف الوجوه إلى آخره، فبعد أن انتهى الدرس،
رفع أصبعه هذا الضيف الجليل، طويل القامة، عريض المنكبين، معتمَّا يرتدي رداءً
مهيبًا، قال يا سيدي كيف نصلي الفجر إذا طلعت الشمس قبل الفجر؟ قام عندئذ يمد أبو
حنيفة رجله.
أحيانًا الإنسان تحس أن له مهابة، فإذا تكلم
كلمة واحدة سقط، أحيانًا الإنسان يصغر بكلمة، أحيانًا بسؤال يصغر أيام ينكشف بتصرف
الإنسان قد يبدو كبيرًا ثم يحجم، يقول لك: سقط من عيني، هو بالأساس ساقط، لكن
توهمت أنه كبير، فلما تكلم كلامًا غير معقول سقط.
يقال:
أن ملكًا دخل إلى بستان مرة رأى حصانًا يدور حول بئر، وقد عصب صاحبُه عينيه، ووضع
الجلجل في رقبته، استغرب الملك وسال صاحب البستان لم عصبت عينيه؟ قال: من أجل الا
يصاب بالدوار، ولم هذا الجلجل وضعته في عنقه، قال: إذا وقف أعرف أنه وقف، مادام
الجلجل يُصَوِّتُ فهو يدور، فقال هذا الملك: فإذا وقف وهز لك رأسه وأوهمك أنه
يدور؟ فأجاب هذا البستاني وقال له: وهل له عقل كعقلك؟
أنا
عرفت من هذا الكلام؛ الإنسان قد يبدو كبيرًا، أما بسؤال بامتحان ينكشف.
رجل يدعي أن كل حديث يسمعه يعرضه على النبي في
الليل، يرى النبي ليلًا ويسأله هل قلت هذا الحديث، يقول: نعم أو لا فواحد ذكي أراد
أن يحجمه ادعاءه، يأخذ الحديث يراجع في الليل الكتب، يقول لك: هذا الحديث صحيح،
يراجع الكتب يقول: هذا موضوع، فجاءه أحدهم بحديث ضعيف وعرضه عليه، وقال: أجبني
غدًا، نم ورَ النبي -عليه الصلاة والسلام- وقل لي غدًا ما رتبة هذا الحديث، هذا
راجع فرأى أنه ضعيف قال: والله أخبرني أنه ضعيف. فالنبي يقول لك قلته، أو لم أقله
فالنبي أما ضعيف لا يوجد عند النبي، فبهذه الطريقة كشف هذا الكذاب.
هناك قدرات في الإنسان خاصة، فيه قدرات عامة،
وقدرات خاصة الذكاء قدرة عامة، أما أحيانًا فيه قدرة خاصة، القدرة على إقناع
الآخرين قدرة خاصة، القدرة على حسن التخلص قدرة خاصة، عند بعض الأشخاص قدرة أن
يظهروا بحجم أكبر من حجمهم هذه قدرة وأقل من ذلك بكثير.
أما
الفكرة هنا أن الله على، مهما أثنى الخلق عليه، مهما عظموه، مهما مدحوه، مهما
نزهوه، مهما سبحوه، مهما مجدوه، هو عليُّ، كل هذا المديح لا يرفعه، ولا يزيده
عظمة، هكذا يليق بالله عز وجل.
وقال
بعض العلماء: "إن علو الله تبارك وتعالى، يرجع إلى واحد من ثلاثة أمور؛ إلى
أنه لا يساويه شيء في الشرف والعزة، فيكون هذا الاسم من أسماء التنزيه".
أسماء متعلقة بذات الله؛ موجود، حي، مريد.
وأسماء متعلقة بأفعال الله؛ القهار، الجبار. في عندنا أسماء متعلقة بصفات الله.
أسماء ذات وأسماء صفات، وأسماء أفعال، وفي أسماء تنزيه.
يقول
بعض العلماء: "أن اسم العلي من أسماء التنزيه، أو إلى أنه قادر على كل شيء،
والكل تحت قدرته وقهره"، فيكون هذا من أسماء الصفات، أو إلى أنه يتصرف في
الكل بقدرته فهو من أسماء الأفعال. فيمكن أن يكون اسم العلي من أسماء الصفات، ومن
أسماء الأفعال، ومن أسماء التنزيه.
وقال
بعض العلماء: "العلي؛ هو المتعالي عن الأنداد والأضداد"، نحن أنداد، في
جراحة القلب، وهناك جراحو قلب آخرون، اختصاص في الفيزياء النووية، قد يوجد خمسة من
نمرته لا يوجد اختصاص في الأرض إلا أنداد. هذا يمثل مثلًا أكبر كتلة نقدية في
القطر، مثلًا ففي بلاد أخرى أغنى منه.
فالإنسان مهما علا له أنداد. مهما ارتفع له
أمثال، لكن العلي، الله عليّ أي: متعال عن الأنداد والأضداد، لا رتبة فوق رتبته،
وجميع المراتب منحطة عنه.
أنت
بربك الكريم إذا أردت أن تختار ماذا تختار؟ تختار أكمل شيء، لذلك الإنسان حينما
يختار غير الله يكون أحمقًا، يكون غافلًا، يكون جاهلًا، معنى اختيار غير الله
يعني: أحب الدنيا، اختار الدنيا، يعني: أحب جهة من الجهات غير الله، يعني: عقد كل
آماله على زوجته، عقد كل آماله على تجارته، عقد كل آماله على منصبه، عقد كل آماله
على أولاده، رأى أن المال هو كل شيء، اختار المال، يعني: أو رأى أن اللذائذ الحسية
هي كل شيء -صار زير نساء- أو رأى أن اللذائذ المعنوية هي كل شيء، السيطرة والتفوق،
الإنسان له اختيار، قد يختار المال، فالمال ديدنه، وقد يختار العلو فالعلو ديدنه،
وقد يختار اللذائذ الحسية فهي ديدنه، لكن المؤمن الصادق، حينما يختار فيختار الله
-عز وجل.
قال: من أحبنا أحببناه، ومن طلب منا أعطيناه،
ومن اكتفى بنا عّمالنا كنا له وما لَنا.
الشيء
العظيم أنك إذا اخترت الآخرة، كسبت الدنيا والآخرة.
"ما ترك عبد شيئًا لله إلا عوضه الله
خيرًا منه في دينه ودنياه"، قيل: "العلي: هو المتعالي عن الأنداد
والأضداد، لا رتبة فوق رتبته، وجميع المراتب منحطة عنه"، وقيل: "هو الذي
علا بذاته وصفاته عن مدارك الخلق، بالكنه والحقيقة".
هذا معنى جديد، يعني: مهما تصورت الله عز وجل،
فهو غير ما تصورته، هذا المعنى مستفاد من الله أكبر، يعني: مهما قلت الله أكبر فهو
أكبر مما تعرف، مهما تفوقت في معرفته، فهو أكبر من ذلك، مهما عرفت من رحمته فهو
أرحم، مهما عرفت من كماله فهو أكمل، مهما عرفت من قدرته فهو أقدر، هذا معنى جديد
لذلك العلي الذي علا بذاته وصفاته عن مدارك الخلق بالحقيقة.
"هو
الذي علت عن الإدراك ذاته، وكبرت عن التصور صفاته" وقد ورد اسم العلي في
القرآن الكريم مرات كثيرة، فقال تعالى: {وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ
الْعَظِيمُ} [سورة البقرة: ٢٥٥].
صار
في معاني كثيرة جداً للعلي.
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ
هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: ٦٢]،
{وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ
لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ
قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ: ٢٣]، {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ
كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ
الْكَبِيرِ} [غافر: ١٢]، {وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: ٥١].
إذًا:
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم مرات كثيرة.
ورد
عَلِيٌّ عظيم، وعَلِيٌّ كبير، وعَلِيٌّ حكيم، وقد ورد هذا الاسم مُنَكَّرًا في
سورة النساء، فقال تعالى:
{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: ٣٤].
ورد
هذا الاسم مرات كثيرة معرفًا، ورد مرة واحدة منكرًا.
الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، يرى أنه لا
تُفترض مرتبة شريفة، إلا والحق سبحانه وتعالى، في أعلى الدرجات منها. يعني: إذا
شكرت فالله هو الشكور، وإذا أنت سخوت فهو السخي، إذا أنت تكرمت فهو الكريم.
ويوجد
رأي آخر دقيق: هو أن الموجود إما مؤثر وإما أثر، يعني: قد أمزق هذا المنديل، فهذا
أثر، وهذه الحركة مؤثر.
ويرى
الإمام الغزالي أن كل موجود مؤثر وأثر، والمؤثر أشرف من الأثر، هو الأصل، والحق
تبارك وتعالى مؤثر في الكلِّ، والكُّل أثره، فكان أعلى من الكل في هذا المعنى، كل
الكون أثر من قدرة الله، ومن إرادة الله، ومن علم الله، ومن كمال الله. الكون كله
أثر من آثار أفعاله، وقدرته، وكماله. فالمؤثر وأثر أيهما أشرف؟ المؤثر.
والموجود كما قال الإمام الغزالي: إما واجب،
وإما ممكن، والواجب أعلى وأشرف من الممكن، الله عز وجل واجب الوجود؛ لكنَّ كل
الكون ممكن الوجود؛ يعني: ممكن أن يكون وممكنٌ أن لا يكون، لكن الله سبحانه
وتعالى، واجب الوجود، أيهما أعظم؟ واجب الوجود.
يعني توضيحًا: بمركبة فيها أشياء، لا يمكن أن
تتحرك المركبة إلا بها، وفيها أشياء لو غابت المركبة تتحرك مع غيابها، وجود الطاقة
في المركبة أساسية، المحرك أساسي، فيها أشياء كثيرة لو أهملناها تمضي المركبة إلى
هدفها.
وبعضهم
قال: "والموجود إما كامل مطلقًا وإما أن لا يكون" كذلك أيهما أشرف؟
الكامل الكمال المطلق، لذلك الله جل جلاله، هو المؤثر، وهو واجب الوجود، وهو
الكامل كمالًا مطلقًا إذا هو العلي العظيم.
الآن: من أدب المؤمن مع هذا الاسم، انطلاقًا من
المقولة الشهيرة: "تخلقوا بأخلاق الله"، هنا الموقف معاكس، لأن الله
وحده هو العلي الكبير، وهو العلي العظيم، وهو العلي الحكيم، أنت ينبغي أن تتواضع «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني شيئًا منهما أذقته
عذابي ولا أبالي».
إيّاك
ثم إيّاك ثم إيّاك أن تتعالى، أن تتعاظم، أن تتكبر، فهذا مقام الالوهية، هو
الجبار، هو القهار، هو المعز، أما أنت فبقدر ما تخضع له وتفتقر إليه يرفعك، هنا
العلاقة معكوسة بقدر ما تخضع له يرفعك، بقدر ما تتذلل بين يديه يعزك، بقدر ما
تفتقر إليه ينصرك.
قال: "أدب المؤمن مع اسم الله العلي؛ أن
يتواضع وأن يتذلل بين يدي الله عز وجل، وعند ذلك يرفع الله قدره".
قال:
حُكي أن رجلًا قال لمالك بن فضول: اتق الله، إنسان إذا قلت له: اتق الله، أخذته
العزة بالإثم، قيل لعالم جليل اتق الله، قال: فألصق خده بالتراب وقال: سمعًا
وطاعة، أقبل الكلام ولو كان من صغير.
يُروى
الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى؛ رأى طفلًا صغيرًا أمام حفرة فخشي أن يقع الطفل
فيها، فقال: إحذر يا غلام أن تقع فيها، وكان هذا الطفل من الفطانة بمكان، قال: بل
أنت يا إمام إيّاك أن تقع، إني إن وقعت وقعت وحدي، وإنك إن وقعت وقع العالم معك.
هل تعرفون ما هي أكبر مصيبة على الإطلاق؟ أن
يهتز مَثَلُكَ الأعلى وضعت ثقتَك بشخص فخيّب ظنك، ظننته ورعًا تقيًا، فرأيته غير
ورع، ظننته منزهًا عن أغراض الدنيا فرأيته مشوبًا بها، اهتزاز المَثَلِ الأعلى ما
سبب ضياع الناس؟ عدم وجود المثل الأعلى، الناس ماجوا واضطربوا، ولاكوا بألسنتهم كل
إنسان دعا إلى الله بإخلاص.
أعداء الدين، خصوم الدين، نهشوا طعنوا فندوا،
فأصبح يوجد نوع من أنواع عدم الثقة. فإذا اهتز المَثَلُ الأعلى انتهى الناس.
فلذلك قال: ومن أدب المؤمن المتخلّق باسم
العلي. الآن هنا أدب ثالث أول موقف أن تتواضع، أن تفتقر: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّة} [آل
عمران: ١٢٣]، ولكن يوم حنين تعاليتم قلتم لن نغلب من قلة. قال تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ
تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ
وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [سورة التوبة: ٢٥].
الأدب
الأول: التذلل والتواضع، الثاني: أن تحب معالي الأمور، وأن تكره سفسافها ودنيها،
أحيانًا تشعر أن هذا الإنسان سخيف، موضوعاته سخيفة، حديثه سخيف، اهتماماته سخيفه:
"إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ودنيها".
فمِن
تخلّقِ المؤمن بأخلاق هذا الاسم العلي؛ أن تحب معالي الأمور، أن تهتم بأمر آخرتك،
أن تهتم بنشر الحق، لا أن تهتم بتزيين البيت لدرجة أنك تضحي بكل القيم من أجل ذلك.
أيام الإنسان كل اهتماماته دنيوية، وحتى حديثه
في موضوعات سخيفة، مزاحه منحط، نظراته مريبة، حركاته شاذة.
روي:
"إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ودنيها"، يعني: أي شيء إذا
قسمته إلى درجات؛ فالله سبحانه وتعالى، فوق الخلق فيها وحده، أي شيء بمكارم
الأخلاق، بالقدرات، بالحكم، بالعلم، بالعقل، فهنيئًا لمن عرف الله، هنيئًا لمن
اتجه إليه، هنيئًا لمن اكتفى به، حسبي الله ونعم الوكيل.
قال ملك لوزيره، والملك كان جبارًا، قال: مَنْ
الملك؟ قال أنت: قال: لا. الملك رجل لا نعرفه ولا يعرفنا، له بيت يؤويه، وزوجة
ترضيه، ورزق يكفيه، إنه إن عرفنا جهد في استرضائنا، وإن عرفناه جهدنا في إذلاله.
لذلك الإنسان حينما يتجه إلى الله، ويُحسب على
الله، ويكون الله حسبه، ومعرفة الله محط رحاله وغاية آماله، الإنسان إذا كان كذلك
فقد سعد في الدنيا والآخرة.
الآن حظ آخر من حظوظ العبد مع هذا الاسم
العظيم، قال: "الا يتصور أن له علوًا مطلقًا"، قال:
{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف ٧٦].
تروي
الكتب: أن سيدنا موسى نبي من أولي العزم، قال مَنْ أعلم مني؟ فجاء سيدنا الخضر
وعلمه دروسًا كثيرة.
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ
رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: ٦٦-٦٧].
سبحان
الله، كلما قال الإنسان أنا، الله عز وجل، يحجمه! أعتقدْ؛ أنه فوق كل ذي علم عليم،
فوق كل غني أغنى، كل قوي أقوى، كل عالم أعلم، هذا المعنى يجعلك متواضعًا.
لكن
قال العلماء استثناءً: "هناك مرتبة ليس فوقها مرتبة على الإطلاق؛ هي مرتبة
النبي عليه الصلاة والسلام، سيد الخلق وحبيب الحق".
قال
بعضهم في بعض الأدعية: "إلهي، أنت العلي المنزه عن الحدود والجهات، المقدس عن
الأوهام والخطرات، جعلت الشرف الأعلى لمن لجأ إليك، وأعطيت المقام الرفيع لمن توكل
عليك ".
أيها الإخوة: اسم العلي ورد في القرآن كثيرًا،
لكنه ورد في آية الكرسي وقد ختمت به آية الكرسي، قال تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
[البقرة: ٢٥٥].
كن
مع العلي، ولا تكن مع الدني، كن مع السرمدي ولا تكن مع الفاني، كن مع القوي ولا
تكن مع الضعيف، كن مع الأرحم ولا تكن مع الأقسى.
أيها
الإخوة: ورد في الحديث القدسي: "من أحبنا
أحببناه، ومن طلب منا أعطيناه، ومن اكتفى بنا عما لنا كنا له وما لنا".
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
مواضيع ذات صلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق